وسافر مع عمرو بن العاص في البحر إلى النجاشي، فراود زوج عمرو، ودفعه يوماً عن السفينة في البحر فنجا عمرو بسباحته. واضطغن له ذلك إلى أن أعلمه عمارة بقلة عقله أن زوج النجاشي ملك الحبشة قد علقت به، وأنه يدخل عليها؛ فقال: إن كنت صادقاً فقل لها تدهنك من دهن النجاشس! ففعل ذلك، وأعطته قارورة، فجاء بها إلى عمرو وأعطاه منها. فأعلم عمرو النجاشي وأراه الدهن. فدعا بالسواحر، فنفخن في إحليله، فهام وصار في عداد الوحش.
وفي ذلك يقول عمرو:
إذا كنت ذا بردين أحوى مرجلا ... فلست براع لابن عمك محرما
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه ... ولم ينه قلباً غاوياً حيث يمما
قضى وطراً منه يسيراً وأصبحت ... إذا ذكرت أفعاله تملأ الفما