"ويقال: إنه أملق مرة فخرج علبى رجليه رجاء أن يصيب غرة من بعض من يمر به، فيذهب بابله، حتى أمسى في ليلة من ليالي الشتاء مقمرة، فاشتمل الصماء ونام. فبينا هو نائم إذ جثم عليه رجل فقال: استأسر! فرفع إليه السليك رأسه، وقال: "الليل طويل وأنت مقمر"، فأرسلها مثلا. فجعل الرجل يهمزه ويقول: استأسر يا خبيث! فلما آذاه ذلك أخرج السليك يده، فضم الرجل ضمة ضرط منها وهو فوقه، فقال السليك: "أضرطاً وأنت الأعلى"! فأرسلها مثلا. ثم قال له السليك: ما أنت؟ فقال: أنا رجل افتقرت، فقلت: لأخرجن فما أرجع إلى أهلي حتى أستغني. قال: فانطلقا فوجدا رجلا قصته مثل قصتهما، فاصطحبوا جميعاً حتى أتوا جوف مراد.
فلما أشرفوا عليه إذا فيه نعم قد ملأ كل شيء من كثرته، فقال لهما السليك: كونا قريبا مني حتى آتي الرعاء، فأعلم [لكما] علم الحي أقريب هو أم بعيد؛