وقيل: "إنه أصاب امرأة من بني كنانة باكراً، يقال لها: سليمي وتكنى أم وهب، فاعتقها واتخذها لنفسه، فمكثت عنده بضع عشرة سنة، وولدت له الأولاد وهو لا يشك أنها من أرغب الناس فيه؛ وهي تقول: لو حججت فأمر على أهلي فأراهم! فحج بها، وأتى مكة، ثم أتى المدينة، فأتت سليمى قومها، وقالت إنه خارج بي قبل أن تخرج الأشهر الحرم، فتعالوا إليه، وأخبروه أنكم تستحيون أن تكون امرأة منكم معروفة النسب صحيحة الحسب سبية، وافتدوني منه، فإنه يظن أني لا أفارقه، ولا أختار عليه أحداً. فسقوه الشراب، فلما ثمل قالوا له: فادنا بصاحبتنا؛ فإنها وسيطة النسب فينا معروفة، وإن علينا سبة في أن تكون سبية، فإذا صارت إلينا وأردت معاودتها، فاخطبها إلينا فإننا ننكحك إياها! فقال لهم: لكم ذلك، ولكن لي الشرط في أن تخيروها، فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها، وإن اختارتكم انطلقتم بها؛ قالوا: ذاك لك. فقال: دعوني ألهو بها الليلة، أودعها، وأفاديها غداً! فلما أصبح جاءوه، فامتنع عن فدائها، فقالوا له: قد فاديتها مذ البارحة، وشهد عليك بذلك جماعة من حضر؛ فلم يقدر على الامتناع، وفاداها. ثم خيروها، فاختارت أهلها؛ ثم أقبلت عليه، فقالت: يا عروة، أما إني أقول