ومن حديثه أنه كان ينادم النعمان بن المنذر، فأشرفت المتجردة وفي يده جام زجاج فيه شراب، فرأى ظلها فيه، فقال ولم يعقل سكراً:
ألا باء بي الظبي ال ... ذي يبرق شنفاه
ولولا الملك القاع ... د قد ألثمني فاه
فرفع النعمان رأسه فرآها، وقد كان اتصل به أنه هجاه، فكره أن يقتله بمحضر قومه، فكتب له وللمتلمس لعامله على البحرين بأن يقتلهما. فأما المتلمس فإنه فك صحيفته فأعطاها غلاماً فقرأها، فرأى فيها ما لم يبعد عن ظنه من القتل، فطرحها وقال ذلك لطرفة فلم يصدقه، وقال: إنك حسدتني على ما في كتابي من خير، وأنا لا أفك خاتم الملك!