من واجب الأدب: كان لكليب حمى ضرية من بلاد نجد إلى جهة الشام والجزيرة الفراتية، وكان لا يحميه إلا الملوك. فمر يوماً فيه، فإذا قبرة تصفر، فقال: يالك من قبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري فاتفق أن مشت ناقة للبسوس _ جارة جساس بن مرة البكري _ في الحمى، فوطئت بيض القبرة، فصعب على كليب ورمى الناقة بسهم فقتلها.
فلما علم بذلك جساس قال: والله لأقتلنه كما قتل ناقة جارتي! ثم وثب عليه فقتله. قالوا: وهنالك قبره بحمى ضرية.
وكان جساس أخاً زوجته، فوقعت بين الفريقين:
[حرب وائل]
يقال: إنها مكثت بين الفريقين أربعين سنة. وكان المقدم على بكر جساس بن مرة وأخوه همام. فأما جساس فهو آخر من قتل فيها، وذلك أنه سلم على طول مدة الحرب؛ وكان قد ربى ابن أخته جليلة، وهو هجرس بن كليب، فلما كبر زوجه بنته وصار كأنه ولده والحرب قائمة، فسأل عن معنى اتصال هذه الحرب، فأعلم، فقال: