وقال أعرابي لرجل: ويحك! إن فلاناً وإن ضحك إليك فإن قلبه يضحك منك، ولئن أظهر الشفقة عليك فإن عقاربه لتسري إليك. فإن لم تتخذه عدواً في علانيتك، فلا تتخذه صديقاً في سريرتك.
وحذر أعرابي آخر رجلاً، فقال: احذر فلاناً؛ فإنه كثير المسألة، حسن البحث، لطيف الاستدراج، يحفظ أول عقاربه لتسري إليك. فإن لم تتخذه عدواً في علانيتك، فلا تظهرن له المخافة فيرى أنك قد تحرزت، وباثه مباثة الآمن وتحفظ منه تحفظ الخائف. واعلم أن من يقظة المرء إظهار الغفلة مع الحذر.
ومدح أعرابي نفسه، فقيل له: أتمدح نفسك؟ فقال: إلى من أكلها؟ وقال أعرابي: هلاك الوالي في صاحب يحسن القول، ولا يحسن الفعل.