وأصل ذلك أن رجلا مرت به ظباء بارحة _ والعرب تتشاءم بها _ فكره ذلك، فقيل له: إنها ستمر بك سانحة؛ فقال ذلك.
والسانح: ما مر عن اليمين. والبارح: عن الشمال.
٢٤٩: وقالوا: "رجع من سفره بخفي حنين".
وقالوا: وكان حنين إسكافاً من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين، فاختلفا حتى أغضبه، فأراد غيظ الأعرابي: فلما ارتحل أخذ حنين الخف الواحد، فألقاه في طريقه، ثم ألقى الآخر في موضع آخر. فلما مر الأعرابي بأحدها قال: ما أشبه هذا بخف حنين! ولو كان معه أخوه لأخذته! مضى. فلما انتهى إلى الآخر ندم على ترك الأول، فأناخ راحلته عند الآخر، ورجع إلى الأول وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي عمد إلى راحلته وما عليها وذهب به! وأقبل الأعرابي وليس معه غير الخفين، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ فقال: جئتكم بخفي حنين.