للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصفور (١). أما قراءة الجر فبالعطف على (رءوسكم) المجرورة وهذا ما يسمى بالعطف على الجوار؛ وذلك لأن الواو انفردت عن سائر أحرف العطف بأنها تعطف على الجوار.

وهذا العطف جائز في الجر خاصة (٢). وقيل إنّه عطف على (أيديكم) لا على (رءوسكم) (٣). وقال الزمخشري في توجيه هذه القراءة: (فإن قلت: فما تصنع بقراءة الجر ودخولها في حكم المسح؟ قلت: الأرجل من بين الأعضاء الثلاثة المغسولة، تغسل بصبّ الماء عليها فكانت مظنّة الإسراف المذموم المنهيّ عنه، فعطف على الممسوح لا لتمسح ولكن لينبّه على وجوب الاقتصاد في صبّ الماء عليها) (٤).

٢٤ - العطف على الضمير المخفوض: مذهب جمهور النحاة أن الضمير المجرور لا يعطف عليه إلا بإعادة الجار له. واختار هذا ابن مالك في ألفيته وقد أجاز الكوفيون العطف هنا دون إعادة، وهو ما ذهب إليه يونس والأخفش وبعدهما ابن عقيل في شرحه على الألفية واحتج بورود السماع نثرا ونظما (٥).

وقد جاءت قراءة حمزة بجر (الأرحام) (٦) دون إعادة الخافض في قراءته لقوله تعالى: واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام [النساء/ ١] حيث جاء (الأرحام) معطوفا على الهاء المجرورة بالباء (٧). وجاءت قراءة الباقين بالنصب عطفا على لفظ الجلالة بعد حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مكانه، فصار تقدير الكلام:


(١) تحفة الأقران/ ١٦٠.
(٢) شرح عمدة الحافظ/ ٦٣٨، ومغني اللبيب ١/ ٣٩٢، ٣٩٥.
(٣) مغني اللبيب ٢/ ٧٦٠، ٧٦١.
(٤) الكشاف ١/ ٥٩٧، ومغني اللبيب ٢/ ٧٦١.
(٥) الإنصاف ٢/ ٤٦٣، وأوضح المسالك ٣/ ٣٩٢، وشرح ابن عقيل ٣/ ٢٤٠، والفوائد الضيائية ٢/ ٤٨، ونشأة النحو/ ١٢٦.
(٦) الكنز/ ٣٨٧.
(٧) شرح ابن عقيل ٣/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>