للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انظر إلى ما أدرجوا في القبر من ... فضل ومن علم وكل فخار

هذا إمام الدين يوم واحد ... من مثله خير من الأعمار

لا در در العين إن لَم تبكه ... بنجيعها ومهذب الأشعار

ويقول فيها:

أمحمد أسفا لِهذا الصقع بل ... للغرب من نبراسك المتواري؟

كانت أدوز بك البدور طوالع ... حتى طلعت بِها كشمس نَهار

فرقيت ذروة ذلك المجد الصميـ ... ـم مجليا في ذلك المضمار

وأقمت رسْم العلم فابتهجت من الـ ... ـبحث الأنيق مسالك النظار

إن مت فالذكر الجميل حياة من ... دامت صنائعه على الأحرار

ما مات من عبقت بنشر علومه ... وتفتحت أزهار ذي الأقطار

تلك المكارم لا التعاظم نَخوة ... وسفاهة من غير زند وار (١)

وكتب الأستاذ مُحمد بن عبد الله الإلغي إلى طلبته بِمناسبة رمضان يُحرضهم على مقابلته بِما يقتضيه، فقال بعد أبيات:

«هذا وقد كنت أعظكم مشافهة ومكاتبة، وأنبهكم إلى الله ملاطفة ومعاتبة، ومحضتكم جهدي مذاكرة ومصاحبة، كل ذلك قياما بالواجب على العبد للمعبود، وتَمهيدا لنا ولكم إلى طريق السلامة يوم القيامة، يوم رض الكبود، إلا فقوموه لله وانتهوا، وتَجلدوا لِمخالفة الهوى ولا تهوا، ومن نوم غفلتكم -وفقكم الله- تنبهوا، وأخلصوا لله ما استطعتم وإلا فتشبهوا».

وقال الأديب علي بن عبد الله الإلغي يُخاطب ابن الداني من كتاب (الحضرة الحسنية)، وذلك عند زورة السلطان لسوس (١٣٠٣هـ):

إلى الفقيه الذي بدت مَحاسنه ... كالبدر إذ يَجتلي في دارة الحمل

لله أخلاقه الغر التي سقيت ... ماء الحياة فرقت رقة الغزل

تنسيك أقلامه في الرق راقمة ... سم المقرع صنع البيض والأسل

غارت مصانعه في الناس فاشية ... وانجدت فغتدت في مضرب المثل

فمن يُجاريه في الإحسان تنشده ... (وهل يطابق معوج بِمعتدل) (٢)


(١) هي كلها في ترجمة ابن العربي في (القسم الثالث) من (المعسول).
(٢) هذا الشطر من لامية (الطغرائي) مضمن.

<<  <   >  >>