(٢) ذلك ما كان سنة: ١٣٥٧هـ ولكننا نرى في سنة: ١٣٧٧هـ انبعاثًا جديدًا من سوس يتجلى فيما تجدد الآن في معهد "نارودانت" وفروعه كتنزنيت وغيرها، فقد قامت الوزارة المشكورة بمد يدها إلى جمعية علماء سوس، فإذا بألف وسبعمائة من الطلبة السوسيين في المعهد الذي تجاوز مع السنوات الأولى إلى الثانوي، واستطاع ذوو الهمم السوسية من الأهالي، بما نفخه فيهم مولانا محمد الخامس، أن يفتحوا جيوبهم، فإذا بهؤلاء الطلبة، كأنهم داخليون يأكلون الوجبات الثلاث، ويتمتعون بالأوطية والأغطية، تحت نظر الجمعية التي قامت قيامًا مغبوطًا كل شؤون الطلبة، مع تربية إسلامية واقعية تماشي العصر، فأعلنت سوس بذلك أن سلسلتها العلمية لا تزال إلى الأمام، وأن الأحفاد تأثروا خطأ الأجداد، فلتحيى سوس العالمة، وليحيى المغرب كله، وليحيى عرشه الذي ردت به الحياة إلى كل النفوس، ولتحي المعاهد الدينية كلها متأثره خطأ أمها القرويين الخالدة.