رأينا فيما تقدَّم كيف اتسعت رقعة المعارف في جبال جزولة وما إليها، وأن تاريخها افتتح -فيما علمنا- من مبتدأ القرن الْخَامس، ثُمَّ كانت بين جزر ومد، حتى زخرت في التاسع ثُم ما بعده، وقد بَيَّنا مُنتهى ذلك النهوض بالعلوم على قدر وسعنا وبَيَّنا أسبابه جهد طاقتنا، وسيدور كثيرا في أذهان القارئين التطلع إلى ما هي الفنون التي يعتني بِها السوسيون كثيرا، فيجب علينا أن نلقي نظرة سريعة نَجمع بها الفنون التي يعتنون بِها بالدراسة، ويتطلعون إلى إتقانِها، فإن ما نريده من الإلْمَام بكل نواحي سوس العلمية لا يتم إلا بإلقاء نظرة على تلك العلوم التي يتعاطونَها.
العلوم التي يتعاطونَها لا تتجاوز واحدا وعشرين فنّا:
١ - القراءات
٢ - التفسير
٣ - الحديث
٤ - السيرة
٥ - علوم الحديث
٦ - النحو
٧ - التصريف
٨ - اللغة
٩ - البيان
١٠ - الأصول
١١ - علم الكلام
١٢ - الفقه
١٣ - الفرائض
١٤ - الحساب
١٥ - الْهَيئة
١٦ - المنطق
١٧ - العروض
١٨ - الطب
١٩ - الأسانيد
٢٠ - الجداول
٢١ - الأدب
هذه هي العلوم التي كانوا اعتنوا بِها على حسب علمنا في أدوارهم المتتالية في أعصارهم العلمية، فلنلق نظرة على مقدار اعتنائِهم بكل علم من هذه، فإن ذلك أدعى لإدراك ما نريد أن يعرف في الموضوع.
[١ - فن القراءات:]
للقرآن من نواحي فنونه الشتى اعتناء متفاوت من السوسيين، فإنَّهم كأكثر المغاربة في الاعتناء بِحفظه، حتى نال السوسيون في ذلك مرتبة غريبة، وما سبب ذلك إلا لقيامهم بِمساجد القرى أتم قيام، بنظام خاص مُحافظ عليه، منذ اعتنقوا الإسلام، فلا تكاد قبل هذا الْجيل تَجد غالبا من لَم يَمر