وقفنا في أثناء تتبعنا لرجالات العلم بسوس على أسر كثيرة، تسلسل فيها العلم، أو إتقان القراءات ما شاء الله، ونريد أن نذكر هنا من هذه الأسر العلمية ما نعرفه منها الآن على وجه الإجمال، متتبعين للقبائل، ومن أراد أن يدرسها حق الدراسة، وأن يعرف رجالاتِها؛ فليستعن بِما نكتبه في التراجم التي توجد في كتاب (رجالات العلم العربي بسوس)، وفيما نَجمعه لكتاب (المعسول) وغيره، وشرطنا في الأسرة العلمية أن يتوالى فيها العلم في ثلاثة أجيال على الأقل أو جيلين إن تعدد فيها العلماء، فتجاوزوا الأربعة، وإليك الأسر (١):
[التمليات ١٥:]
[١ - الجرسيفية:]
نسبة إلى (أچـرسيف)، وهي قرية من قرى (أمْلن) تنتسب إليها الأسرة العثمانية الأموية، وإن كانت فروع الأسرة منبثة في كل جوانب سوس إلى جبل الأطلس، ويوجد علماء منها في (أچـلو) وفي (إيرغ) وفي (أمانوز) وفي (تيمـچّيدْشت) وفي (المعدر) وفي (أمْسرَا) بإفران، بله قببيلة (أملن) في أكرسيف، وفي (أسْكاوز) وفي غيرها، وهي أعظم أسرة علمية سوسية، فقد عرفنا فيها العلم من أوال القرن السابع عهد النعمان بن فطاسين، عم العلامة أبي يَحيى جد كل فروع هذه الأسرة، وفي الأسرة مِمن نعرفهم فقط زهاء مائة عالِم، ولَم تزل في جَميع أجيالِها منذ ذلك القرن تطفح بالعلماء، بل وبالأدباء إلى الآن، وفيها اليوم الشاعر العثماني المفوه الذي يقل نظيره في الجنوب.
٢ - النَجَّارية:
أسرة علمية انقرضت اليوم، كانت تقطن في (أچْشتيم)، ويُسمى أهلها:(إنْجَّارن)، ومن أوائل علمائهم: عثمان بن موسى النجار.
(١) سيرى القارئ أرقامًا تتسلل بها الأسر واحدة فواحدة وأرقامًا أخرى أمام النسبة إلى القبائل والمقصود بها ما في تلك القبيلة من الأسر.