للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تارودانت، وفيها أمضى العلامة الأصولي حسين الشوشاوي حياته، وهو صاحب المؤلفات المفيدة في الأصول والتفسير والقراءات والطب، وقد توفي أواخر القرن التاسع، وقد كان داود التُونلي التِّيملي مِمَّن تَخرج به هناك، ثُم تتابعت الدراسة في المدرسة فمر فيها العلامة عبد الله الطاطائي من أهل أوائل القرن الثالث عشر، ولا تزال قائِمة بين مد وجزر في التعليم إلى أن ضعفت أخيرا.

٢١ - المدرسة التاهَالِيَّة:

من قبيلة أَمْلن، كانت معهد التدريس بأيدي علماء من أسرة اضمحلت قديما، ولا تزال هناك قبورهم كما لا تزال أحاديثهم في النوادي (١)، ثُم بنيت المدرسة هذه الموجودة الآن على يد العلامة سيدي عبد الله بن إبراهيم اليوفْتَارْجائي الشهير المتوفى عام (١٣١٤هـ)، فندب إلى عمارتِها العلامة سيدي علي الأسْكَاري المتوفى في نَحو (١٣٣٢هـ) فزخرت به الدراسة.

٢٢ - مدرسة الْجَامع الكبير بتارودانت:

تقع هذه المدرسة أمام الباب الغربي للجامع، عن شمال الداخل للسكة المقابلة لِهذا الباب والمتجهة نَحو دار آل الوقاد التلمسانيين ونَحو زاوية سيدي حساين ودرب الوَحْشاشيين، وقد احتجنا لِهذا البيان لأنَّها هدمت اليوم (٢).

ليس عندنا عن هذه المدينة أخبار قبل القرن العاشر من الوجهة التي نَهتم بها الآن، وإن كانت لا يُمكن أن تَخلو من التدريس؛ لأنها قاعدة سوس، لكن عندنا الخبر اليقين بازدهار الدراسة فيها منذ أعيد بناؤها من جديد على أوائل عهد السعديين، إذ ملئوها بالعلماء من كل ناحية وشَجعوهم بإغداق العطاء وتوفير الاحترام، وفي (الفوائد الجمة) صفحة مذهبة عن ذلك، ثُم تتابع ذلك إلى أن جاء العلامة أبو زيد الجشتيمي فسطر لنا أيضا في كتابه (الحضيجيون) ما هناك بين أواخر القرن الثاني عشر وأوائل الثالث عشر، ثم اتصلت الحلقات بعده ذلك إلى أن كان آخر من درسوا هناك أحمد أمْزَّارجو ثم عبد الله خرباش، ثُم خلفه بعد وفاته تلميذه الأستاذ القاضي أحمد بن الْحَاج


(١) يوجد ذلك فيما كتبه المانوزي عن (مدارس سوس)، وقد أدرجناه في كتابنا حول الموضوع.
(٢) بني محلها ملحق بالمعهد الجديد على يد جمعية علماء سوس النشيطة.

<<  <   >  >>