رأينا مقدار تأصل جذور العلوم العربية في قبائل سوس من نَحو ألف سنة فيما نعلم، وهل يتصور أن تروج العلوم رواجها من غير أن يكون محورها خزائن علمية تضم كل ما أمكن من خزائن تلك العلوم، وهذا ما لَمسناه حقّا، ورأينا آثاره في كل مَجالاتنا التي تضمنتها رحلات «خلال جزولة»؛ ولذلك لا ينبغي أن نَخرج من هذا البحث حتى نلقي نظرة ولو خاطفة على هذه الناحية أيضا، فلنستعرض أسْمَاء الْخَزائن التي بلغتنا أخبارها، أو زرناها، وهي زهاء عشرين، زيادة على خزائن الأفراد التي لا تَخلو منها دار فقيه.
[١ - المسعودية:]
نسبة للشيخ سيدي مسعود المعدري المتوفى عام (١٣١٩هـ)، وقد أسسها بنفسه، وأكثر من استنساخ الكتب، وكثيرا ما يستعير الكتاب، فيجمع تلاميذه فينسخونه في يوم واحد، كما اشترى هو وولداه العلامتان سيدي محمد وسيدي أحمد كثيرا من المطبوعات، حتى صارت المكتبة المسعودية، تعد بِمئات الدفاتر إن لَم تصل ألفا فما فوق، وهي الآن مُفرَّقة تَحت يد أحفاد مؤسسها في المدرسة البونعمانية بضواحي تزنيت، أو في ديارهم بالمعدر.
٢ - الْحُسَينية:
نسبة إلى آل حسين، من قبيلة أچـلو إزاء تزنيت، كان أجدادهم في الماضي اجتهدوا في جَمع كل ما في إمكانهم من الكتب، حتى صارت المكتبة تذكر بين الْخَزائن العلمية الكبرى، وهي زاخرة بكتب الفقه والتفسير والنحو، ويقل فيها غير ذلك.
[٣ - الأدوزيات:]
نسبة إلَى أدْوز القرية التي سكنها أحفاد الشيخ سيدي عبد الله بن يعقوب السملالي المتوفى (١٠٥٢هـ)، وكتبه هي النواة لِهذه الخزائن فقد انتقل من تَازمورت بِسملالة، أحفاده: سيدي إبراهيم، وسيدي مَحمد إلى قرية