تبسم ثغر من جانبي نَجد ... فأذكر عهد الجزع قدس من عهد
وأذكى رسيس الحب من بعد ما بدت ... وارق صبح الشيب من مشرق الفَود
وجدد تذكار الحمى ونعيمه ... وغزلانه اللائي يبحن حِمى الأسد
من اللائي يصبين الخلي ويسبين الـ ... ـحليم ويصددن المنيب عن القصد
بأقمار تَم في ظلام ذوائب ... وكثبان ردف فوقها قضب القد
يفوقن عن قوس الحواجب أسهم اللـ ... ـحاظ فيصمين البريء على عمد
ويبسمن عن سمطي لآل تضمنا ... رضابا كطل الزهر قد شيب بالشهد
على مثلها يَحلو التهتك صبوة ... ويُحسن في شرع الهوى الزهد في الزهد
رعى الله عهد الجزع ما من ذكره ... على القلب إلا ازداد وقدا على وقد
إلَى أن قال في وصف الممدوح:
ورأي إذا طاش الحليم وأخرس الـ ... ـفصيح مضى من حيث تنبو ظبا الهند
ونور يقين مشرق وعزيمة ... كما سل مسنون الغرارين من غمد (١)
وقال من أول قصيدة ألقيت بِمناسبة ختم مُختصر خليل:
تعال حَمام الغصن نبتحث الوجدا ... لنعلم في شرع الهوى أينا أهدى
ونعلم عمن تسند الشوق أنني ... تعلمت أحكام الصبابة من هندا
فبرزت في دست الغرام مُحرما ... سلوا ومن أسر اللواحظ أن يُفدى
وأصلتت من نَجل الحسان صوارما ... على سارق باللحظ تقتله حدا
وحللت للغزلان تقتيل كل من ... تصدى بلا وتر وتقتنص الأسدا
وقال في أول قصيدة يُخاطب بِها الشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين وله فيه روائع:
دعت للهوى بعد الصبا أعين العين ... فلبيت إذعانا وطوع المها ديني
خرائد أبدى الخدر منهن غادة ... كشمس على غصن على حقف يبرين
غزالية وحشية غير أنَّها ... تتيه على الغزلان بالدل واللين
تَميس بعطف كالقنا متأطرا ... وتسطو بسيف من ظبا اللحظ مسنون
وتسفر عن أبهى من الصبح زانه ... أزج كعطف القوس أو عطفة النون
وتبسم عن أحوى اللثاث مؤشرا ... كدر نظيم في القلادة مكنون
(١) غرار السيف بالكسر: حده.