للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشب تنانير الوغى بالمكاتب ... وتَهرب من إيقادها بالكتائب

ففي كل يوم منك شعر كأنّما ... على الشعر تأسيس الأمور المصاعب

فلم نر إلا أن نُجيبك بالوغى ... وبالجند جند الله أعظم غالبِ

فبارزهم إن كنت شَهْما كما نرى ... كثيرا إذا راسلتنا بالمكاتب

مَحا السيف أسطار البلاغة وانْتَحى ... إليك ليوث الغاب من كل جانب (١)

في هذا القدر من قوافي هذا العصر كفاية لِمن أراد أن يكون على معرفة تامة إجمالية في الذي وصله أدب العربي السوسي في هذا الدور، ثم إن هناك نتفا من رسائل نَمقت تندمج في الأدبيات، ولكنها- والحق يُقال- تنزل درجات عما ناله الشعر في الأسلوب والتفنن والانسجام، وإن كانت لَم تَخرج عن نَمط النثر المغربي العام في هذا الحين، فلنمر بذلك مر الكرام. ولنترك عرضه والاشتغال بالنظر إليه نظرة الناقد، لِمن سينصب نفسه لوزن أدب هذا الطور وغيره بِمزيان الحق، ولسنا نَحن الآن بصدد ذلك، وإنَّما نَحن بصدد العرض لبعض أدبيات، وبصدد أن نُحقق أن هناك في ذلك الطور هذا الأدب السوسي في الوجود، وأما تقدير قيمته في الفصاحة، ومتانة الأسلوب، وفي القدر الذي له من الابتكار؛ فنذره لغيرنا مِمن يتوفر على البحث والتنقيب والإمعان في الشاذة والفاذة، ثم لا علينا إن أصدر حكما له أو عليه.


(١) بيت قديم يوجد فيما كتبه أبو مسلم جوابًا عن رسالة من مروان الجعدي، كما هو مشهور.

<<  <   >  >>