للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا مقام من ينال قيامه ... أضى لراحته الزمان مَقودَها

فينال من رتب العلاء شفوفها، ... ويقود من شيم الكرام شَرودَها

مولاي هذا العبد قال قصيده، ... أتقول كف أبي الكرام قصيدَها؟

قولي يُجيد جهودَه ولعلها أيضا بلا أمر تُجيد جهودَها

وقال أحمد بن إبراهيم الركني في ذلك المولى أيضا من قصيدة مطلعها:

قلبي من الصبر الجميل سليب ... جلد يعاني الكارثات صليب

ما سيم سلوانا بقولة عاذل ... ألا يطير به جوى ووجيب (١)

يقول منها بعد أبيات في النسيب:

يا ليت شعري والأماني كلها ... تُخطِي مداها مرة وتصيب

هل ترجع الأيام أيضا للذي ... منه رداء العيش قبل قشيب؟

بزمان وصل كنت منه في الحمى ... في جنة يندى بِها الأسكوب (٢)

عندي الحبيب معانقي في روضة ... لا ينتحيها حاسد ورقيب

والسعد قد شد الإزار يَحوطنا ... منه سياج لا يرام مهيب

في كل وقت لذة نرتادها، ... ومَراد ذياك اللذيذ خصيب

والشمس تشرق فوقنا بشعاعها، ... وينوب عنها البدر حين تغيب

لَم ندر كيف الداجيات بِجونا ... فكأنه عند الدجى مرهوب

فكأننا من تَحت ذيل ابن الذيـ ... ـن مُجارهم عند الزمان رهيب

ويقول في مديحها يصف رجال الدولة على اختلاف أسنانِهم:

شرع من الأملاك من هو قارح ... مَثَل لدى نار الوغى مضروب (٣)

وفتى كما عقدت يداه إزاره ... فالشبل نَجل الليث حيث يصيب (٤)


(١) الوجيب: خفقان القلب.
(٢) الأسكوب: دفعة من المطر.
(٣) شرع بفتحتين: سواء.
(٤) حيث يصيب: حيث يذهب وأين أصاب فلان: أين ذهب، والقصيدة توجد كلها في الفصل الثاني من (القسم الرابع) من (المعسول) عند ترجمة سيدي أحمد الفقيه الركني وأٍسرته.

<<  <   >  >>