للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمّا حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم الذي حدّثناه القاضي ابن المحاملي، قال:

حدّثنا زياد بن أيوب قال حدثنا: يحيى الحمّاني قال حدّثنا: مالك بن مغول وفطر (١) وابن عمارة، عن إسماعيل بن رجاء عن إدريس بن صبيح (٢) عن البراء ابن عازب قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «زيّنوا القرآن بأصواتكم» (٣) فقال أكثر أهل العلم (٤) : أى زيّنوا أصواتكم بالقرآن وكأنه صلّى الله عليه وسلم حثّ على قراءة القرآن ومداومة الدّراسة، والقرآن لا يحتاج إلى تزيين، بل يزين من قرأه، وقد سرق بعض الشّعراء هذا المعنى فقال:

وعيطاء ما زانها حليها ... بل الحلي صال بها وازيأن

ومالى بحقف النّقا خبرة ... ومقعد زيارها والعكن

سوى أنّها قمر باهر ... تمايل فى مشيها كالفنن

وأمّا حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من أقرأ الناس؟ قال: من إذا قرأ رأيته يخشى الله» (٥) فقد أوضح لك/.


(١) لعله فطر بن حماد بن واقد الصّفار. وهو: يكسر الفاء وسكون الطاء المهملة.
(الإكمال: ٧/ ١٢٦)
(٢) لعله المذكور فى تهذيب الكمال: ٢/ ٢٩٩.
(٣) أخرجه الإمام أحمد فى مسنده: ٤/ ٢٨٣، ٢٨٥، والنسائى فى فضائل القرآن: ٩٤ حديث رقم: (٧٥) وتخريجه هناك.
(٤) قاله الخطّابيّ وغيره، وينظر: تفسير القرطبىّ: ١/ ١١.
(٥) الحديث فى مشكاة المصابيح: رقم (٢٢٠٩) ومجمع الزوائد: ٧/ ١٧٣.