للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرأ يحيى بن وثّاب (١): «تِيمَنّا» بكسر التّاء، هى لغة، يقولون فى كلّ فعل كان الماضى منه على فعل بكسر أوّل المضارع نحو علمت تعلم وأمنت تيمن.

حدّثنى أحمد بن عبدان قال: رأيت أعرابيّا يطوف بالبيت وهو يقول «ربّ اغفر لى وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم».وأنشدنى ابن مجاهد:

لو قلت ما فى قومها لم تيثم ... يفضلها فى حسب وميسم (٢)

وذكر سيبويه رضى الله عنه أنّ من كسر التاء والنّون والهمزة فى تعلم ونعلم وأنا اعلم لم يقل: زيد يعلم استثقالا للكسرة على الياء.

٧ - وقوله تعالى: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [١٢].

قرأ أبو عمرو وابن عامر بالنّون جميعا وإسكان الباء والعين. فمعنى نرتع، أى: نتسع فى الخصب، مأخوذ من الرّتعة. ونلعب: نسرّ. فقيل لأبى عمرو:

وكيف يلعبون وهم أنبياء الله؟ قال: إذ ذاك لم يكونوا بأنبياء بعد. يقال: رتع يرتع رتعا ورتوعا فهو راتع، قال الشّاعر (٣):


(١) إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٢٧، والبحر المحيط: ٥/ ٢٨٥.
(٢) البيتان لحكيم بن معيّة، وقيل لأبى الأسود الحمّانى، أو حميد الأرقط وهما من شواهد الكتاب: ١/ ٣٧٥، والنكت عليه للأعلم: ٥٠١، ٦٤٧، وينظر: معانى القرآن: ١/ ٢٧١، والخصائص: ٢/ ٣٧٠ وشرح المفصل لابن يعيش: ٤/ ٧١، والخزانة: ٢/ ٣١١.
(٣) البيت للخنساء فى ديوانها شرح أبى العباس ثعلب: ٢٨٣ وأنيس الجلساء: ٧٣ من قصيدة فى رثاء أخيها صخر أولها: