للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاّ خَطَأً} (١).قال الفرّاء (٢): قد يجوز أن يكون الخطا بمعنى الخطأ كما تقول: قتب وقتب وبدل وبدل و «خِطاء» على قراءة ابن كثير فعال من الخطأ أيضا، مثل الصيام والقيام، والخطيئة من ذلك.

فأمّا قراءة أبى جعفر (٣) فجعله مصدرا خطئ خطأ مثل شرب شربا وأنشد بعضهم (٤):

والنّاس يلحون الأمير إذا هم ... خطئوا الصّواب ولا يلام المرشد

قال: خطئوا بمعنى الخطأ هاهنا. وأخبرنى ابن دريد عن أبى حاتم قال:

مكان مخطوء فيه من خطئت، ومكان مخطأ فيه من أخطأ يخطئ، ومكان مخطو فيه بغير همز من تخطّى النّاس يتخطّى تخطّيا، ومن همز تخطّأت الناس فقد غلط‍.

٨ - وقوله تعالى: {فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} [٣٣].

قرأ حمزة والكسائىّ «فلا تسرف» بالتاء.


(١) سورة النّساء: آية: ٩٢.
(٢) معانى القرآن: ٢/ ١٢٣ ونصّ كلامه: «وقد يكون معنى خطأ بالقصر كما قالوا قتب وقتب، وحذر وحذر ونجس ونجس ومثله قراءة من قرأ: هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وإثرى».
(٣) قراءة أبى جعفر هى قراءة ابن عامر إلا أن يكون قد ضمّ الخاء كما يفهم من تمثيله بشرب شربا. ولم يسبق لقراءة أبى جعفر ذكر.
(٤) البيت لعبيد بن الأبرص فى ديوانه: ٤٢ وروايته هناك:
إنّ الحوادث قد يجئ بها الغد ... والصّبح والإمساء منها موعد
والناس يلحون الأمير إذا غوى ... خطب الصواب ولا يلام المرشد
والمرء من ريب المنون بغرة ... وعد العداء ولا تودع مهدد
ولا شاهد فيه على هذه الرواية.
والشاهد فى المحتسب: ٢/ ٢٠، واللسان: (أمر).