(٢) معانى القرآن للفرّاء: ٢/ ٢١٠، ونصّ كلام أبى زكريا: «وقد قرأ عاصم- فيما أعلم- نجّى بنون واحده ونصب الْمُؤْمِنِينَ كأنه احتمل اللحن، ولا نعلم لها جهة إلّا تلك». وقد خطأ كثير من النّحويين هذه القراءة واعتبروها لحنا فى العربية لا يجوز. قال الزّجاج فى معانى القرآن وإعرابه: ٧/ ١٣٣ (نسخة الرباط) «الذى فى المصحف بنون واحدة كتبت، لأنّ النّون الثانية تخفى مع الجيم، فأما ما روى عن عاصم بنون واحدة فلحن لا وجه له؛ لأنّ ما لم يسمّ فاعله لا يكون بغير فاعل، وقد قال بعضهم نجّى النجا المؤمنين، وهذا خطأ بإجماع النّحويين». وكان تلميذه الفارسى أقل حدّة حيث وجه القراءة على خطأ الراوى عن عاصم، وأنّه وهم فى نقله وسماعه عن عاصم وإن كان هذا مستبعدا فى نظرى، قال أبو على فى الحجّة: ٥/ ١٦٩ (نسخة شهيد على). أقول فى ذلك: إنّ أنّ عاصما ينبغى أن يكون قرأ نُنْجِي بنونين وأخفى الثانية، لأنّ هذه النون تخفى مع حروف الفم وتبيينها لحن، فلما أخفى عاصم ظن السامع أنه مدغم لأن النّون تخفى مع حروف الفم ولا تبين فالتبس على السامع الإخفاء بالإدغام من حيث كان كلّ من الإخفاء والإدغام غير منون ... ثم قال: لأن الراوى حسب الإخفاء إدغاما. وقد ذكر أبو على أنّ الإدغام غلط وهذه المسألة أشبعها العلماء بحثا فى كتب التفاسير وتوجيه والقراءات والنحو. انظر: تأويل مشكل القرآن: ٥٦، تفسير الطبرى: ١٧/ ٨٢، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٣٨٠، ٣٨١، وزاد المسير: ٥/ ٣٨٤، والبحر المحيط: ٦/ ٣٣٥، والخلاف فى هذه القراءة يأتى-