تقول: هذا راكب فرس. والأصل راكب فرسا. ولو قرأ قارئ: والله خلق كلّ دابة كان سائغا فى النحو مثل: «كاشفات ضرَّه»(١) إلا أنّ القراءة سنة لا تحمل على قياس العربيّة إنما يتبع به الأئمّة.
١٦ - وقوله تعالى:{وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ}[٥٥].
قرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم «يُبْدِلنّهم» خفيفا.
وقرأ الباقون، وحفص عن عاصم مشدّدا. وقد ذكرت الفرق بينهما فى سورة (النّساء)، و (الكهف) فأغنى عن الإعادة هاهنا.
قرأ ابن كثير، وعاصم فى رواية أبى بكر، وحمزة، وابن عامر {يَتَّقْهِ} ساكنا؛ وذلك أن الياء لما اختلطت بالفعل وصارت من درجه ثقلت الكلمة، فخفّفت بالإسكان.
وقال آخرون: بل توهّموا أنّ الجزم واقع على الهاء.
وقرأ نافع-فى رواية ورش-وابن كثير والكسائى «ويتّقهى» بكسر الهاء لمجاورة القاف المكسورة يتبعون الهاء ياء تقوية.
وروى قالون عن نافع {وَيَتَّقْهِ} باختلاس الحركة، وهو الاختيار عند النّحويين؛ لأنّ الأصل فى الفعل قبل الجزم أن يكون يتّقيه بالاختلاس فلما سقطت/الياء للجزم بقيت الحركة مختلسة كأول وهلة.
(١) سورة الزمر: آية: ٣٨. وقد ذكر المؤلّف هذه القراءة فى سورة التّوبة.