وأما تاريخ النّسخة التى اعتمدها فلا أعتقد أنّها مكتوبة سنة ٤٩٦، بل لعلها ٧٩٦، فخطها لا يرقى إلى خطوط القرن الخامس الهجرى؟ !
وعلى فرض صحّة هذا التاريخ لا يلزم منه صحّة النّسبة، وبمقارنة كتاب (الحجّة) هذا بكتاب إعراب القراءات لابن خالويه نستطيع أن نجزم بأنّه مختصره تماما، ولكن من المختصر؟ هل هو المؤلّف نفسه أو مختصر آخر؟ لا نستطيع أن نجزم بأنه هو المختصر بمجرد أن نرى اسمه على عنوان الكتاب، فلا بد أن يتفق الكتاب-بأسلوبه وطريقة تأليفه ومنهجه-مع أسلوب ومنهج ابن خالويه الذى سار عليه فى تآليفه، أو يصلنا الكتاب بسند صحيح متصل بالمؤلّف، أو يصرّح المؤلّف فى المقدمة أنّه اختصر كتابه، أو يذكر فى ثنايا الكتاب ما يدلّ على شخصيته من إحالة على مؤلّف له، أو النّقل عن شيخ فأكثر من شيوخه، أو ذكر حادثة يستدل بها على زمن أو مكان المؤلف، وهذا كلّه وغيره مستفيض فى مؤلفات ابن خالويه جميعا، مفقود فى هذا الكتاب، فلا يكاد يشذّ عن الذّهن أيّ مؤلّف من مؤلفات ابن خالويه-وإن فقد اسم المؤلّف-لكثرة ما يردد من النّقول والإسناد إلى شيوخه والإحالة على مؤلفاته. وذكر علاقاته بكثير من علماء عصره مما يدلّ على أنه يوردها على سبيل المباهاة بكثرة شيوخه وتعدّد مؤلفاته.
وإذا عرفنا أنّ «إعراب القراءات» مختصر من كتاب آخر شامل ذكره فى مقدمة «إعراب القراءات» فإننا نستبعد أن يختصر المختصر، وإن كان ذلك ممكنا.
وقد قام بعض تلاميذه وغيرهم باختصار مؤلّفاته. فهناك ثلاثة مختصرات ل «شرح مقصورة ابن دريد» ومختصران ل «إعراب ثلاثين سورة» فلعلّ هذا من هذا القبيل، واسمه كاملا فى نسخة الأزهرية (الحجة والانتصار لعلل القراءات من أهل الأمصار) ولعلّ هذه السّجعة غير المألوفة فى مؤلفات ابن خالويه تؤيد ما ذهبت إليه وذهب إليه غيرى والله أعلم.
وفى ترجمة أحمد بن الصّقر بن أحمد بن ثابت، أبو الحسن المنبجى (٣٦٦ هـ) قال ابن العديم فى بغية الطّلب: ٨٠١ «رجل صالح عارف بوجوه القراءات وعللها وله مصنّف فى القراءات سمّاه «الحجّة» ذكر فيه القراءات السّبعة، وبيّن