للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفيه قراءة ثالثة: روى حسين عن أبى عمرو: «سيُفْرَغُ» بالياء وفتح الراء؛ لأنّ العرب تقول فرغ يفرغ، ويفرغ للحرف الحلقىّ، وهو الغين، مثل نهق ينهق، وصبغ يصبغ.

وحدّثنا أحمد عن على عن أبى عبيد بذلك.

وحدّثنا ابن مجاهد عن السّمّرىّ عن الفرّاء قال: حدّثنى إسرائيل (١) عن طلحة بن مطرف «سيفرِغ لكم» قال الفرّاء: وقرأ بعضهم: «سنفرِغ لكم» مثل علمت تعلم. وقد روى فى شعر العجّاج (٢) :

*وفرغا من حنذه أن يهرجا*

بكسر الماضى، فعلى هذا فعل يفعل مثل شرب يشرب.

ومعنى قوله: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} أى: سنقصد لكم بالعذاب وما كان مشغولا قطّ. قال جرير:

ألان وقد فرغت إلى نمير ... فهذا حين كنت له عذابا

أى: سأقصدكم بالهجاء والمكروه. والفراغ على ضربين: القصد، وفراغ من شغل.


(١) المعانى: ٣/ ١١٦ ونصه: «حدثنى أبو إسرائيل قال: سمعت طلحة بن مصرف يقرأ سيفرغ ويحيى بن وثاب كذلك».
(٢) ديوان العجاج: ٢/ ٥٦ من أرجوزة أولها:
ماهاج أحزانا وشجوا قد شجا ... من طلل كالأتحمى أنهجا
ورواية البيت هناك:
وفرغا من رعي ما تلزّجا ... ورهبا من حنذه أن يهرجا