أكثر ناس تدفع الثمن في هذه الحكاية هم أولاد الشيوخ؛ لأنه نتيجة عدم احترام حدود الطفل كطفل يحرم من طفولته.
يقولون: أنت ابن الشيخ فلان وتعمل كذا أنت ابن الشيخ فلان وتلعب فطبعًا عبء شديد جدًا ولا يوجد رحمة عند الإخوة الذين يعملوا هكذا.
مثال: كانت ابنتي كانت عندها خمس سنوات تقريبًا في رمضان كانت تصر تريد أن تأتي تصلي القيام معانا قبل الفجر فكنت أشفق عليها طبعًا الصلاة طويلة إما أني أقصر الصلاة وإما هي تتكلف فوق طاقتها، وفي النهاية بعد إلحاح شديد قلت لها إني موافق تصلي في المسجد بس بشرط لما تتعبي تجلسي فاتفقنا هذا الاتفاق إن أول ما تتعب تجلس في الصلاة فذهبت إلى المسجد وما شاء الله أخوات كبار جدًا الأخوات من بداية الصلاة جلسن من أول الصلاة ولم يستفتحوا حتى بركعتين من بداية الصلاة وهي ظلت قائمة فمرت الصلاة فبدأت تتعب فجلست احترامًا للاتفاق الذي أبرمناه فجلست في الصلاة طفلة صغيرة مجرد ما سلمت من الصلاة ثارت عليها الأخوات تقريبًا كلهن أنت بنت فلان وتجلسين في الصلاة؟
فما أريد أن أقوله: هذا مثال حي أن ما أقصده ما لا تفرحوا بالطفل الذي تكلفه فوق طاقته لازم يأخذ حقه في الطفولة ويعيشها كطفولة لأنك تقول له هذا عاقل هذا عاقل فيريد أن يعيش دور العاقل وهو في قرارة نفسه ليس بعاقل ما زال بداخله طفل ينمو.
فبالتالي سيقمع نفسه في أشياء كثيرة جدًا يفعلها ويرى أنها سيقولون أنها تتعارض مع العقل سيتكلف دورًا ليس متوائمًا أو متناسقًا مع طبيعته كطفل وبالتالي يحرم من حقه في أن يعيش طفولة عادية يلعب ويمرح ويلهو هذه كلها حقوق للطفل أن يعيش فلا تفرح أنك تقعد تكتم نفسه وتقنعه وتقول له أنت عاقل عاقل فيخاف أنه يخالف هذا الأمر ويسلك سلوكه الطفولي الطبيعي فلا يقولون عليه عاقل.