للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)} (١) فالإنذار هنا كما تلاحظون هو إنذار في القرآن الكريم.

لأن هناك فكرة مضطر إلى أن أصفها بالفكرة الشيطانية، فكرة شيطانية تتسرب إلى بعض الدعاة للأسف الشديد، وهي إن الشيطان يقول له: إن هؤلاء القرآن لا يؤمنون بالقرآن فكيف تحتج به، فأنت اهجر آيات القرآن وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام لأنهم لا يؤمنون بالقرآن ولا بالرسول عليه الصلاة والسلام، فأنت تقنعهم بالأدلة العقلية والمناقشات الجدلية وتأتي لهم بنصوص من كتبهم إلى آخر هذه الأساليب الغريبة هي أساليب، لكن الأسلوب الأساسي، والإنذار الأساسي للبشرية إنما يتم بالقرآن الكريم، فهذا تعطيل أقوى سلاح من أسلحة المؤمنين في دعوتهم الكفار إلى الدخول في الإسلام.

[أقوى سلاح]

القرآن الكريم سلاح حتى مع الكافر، لأنه كما ذكرنا من قبل، القرآن الكريم يتميز بالإعجاز التأثيري، فالقرآن له تأثير حتى على قلب من لا يؤمن به، وهذه هي سنة الأنبياء والرسل، هذه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (٤٥)} (٢) هذا في التذكير، ولكن أيضا في الإنذار وفي الوعيد، كما نرى في هذه الآية الكريمة، {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)} (٣) فالرسول عليه الصلاة والسلام كما أنه هو البشير هو أيضا النذير.

فالبشارة والنذارة إنما تحصل بتبليغ آيات الله، فالقرآن نزل من أجل هذا: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٤) فكيف تعطل أقوى سلاح في دعوة الناس إلى القرآن الكريم.

فانتبه إلى هذا.


(١) فصلت: ١٣.
(٢) ق: ٤٥.
(٣) فصلت: ١٣.
(٤) فاطر: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>