تدخل فقط وأنت هادئ، فالتدخل العصبي والقرارات الآنية أثناء التوتر غالبًا ما تعقبها حالة ندم وردود أفعال غير مرغوبة، لا تؤدب بإرغام الولد على فعل أشياء إيجابية، كإرغامه على قراءة القرآن أو حفظ الأحاديث، لئلا نربطه سلبيًا بالأشياء المحبوبة، فيتخذ منها موقفًا سلبيًا كذلك.
يعني لا يكون بالإرغام وبالقهر، وإنما بالترغيب والتحبيب والتشجيع، يقول إذاعة إحدى محطات التلفاز الأمريكية منذ سنوات سلسلة حول مفهوم الصغار إذاء كثير من موضوعات الحياة وعلائق الأسرة، وموقف الصغير من الطريقة التي يتبعها أبواه في تأديبه، وما إلى ذلك من شئون وكانت المحطة تستضيف كل أسبوع بعض الأطفال الأذكياء، القادرين على الإفصاح عن آرائهم بوضوح وقوة، وتوجه إليهم طائفة من الأسئلة.
قد كان موضوع التأديب هو موضوع إحدى الحلقات، واستمعت إحدى الأمهات إلى طفله على شاشة التلفاز وهو يبدي آرائه وملاحظاته، ويدلي بأقواله، وجزعت الأم أي ما جزع لدى سماعها أقوال ابنها، فلما عاد إلى المنزل بادرته قائلة هل قطعت يومًا شيئًا من مصروفك اليومي عقابًا لك، هو بقى بيتهم أمه وبيقول هذه بتقطع عني المصروف وبتعمل كذا وكذا وكذا، فهي أول ما رجع، فابتقول له هل قطعت يومًا شيئًا من مصروفك اليومي عقابًا لك، وأجاب الصغير: كلا، هل احتجزتك في غفرتك يومًا بطوله؟ كلا، هل قلت لك مرة إنني سأحرمك من كذا وكذا لأنك طفل شرير أجاب الولد كلا، إذًا ما سبب ادعائك بأنني فعلت هذه الأمور كلها معك على شاشة التلفاز، فكان جواب الصغير كان لا بد لي أن أقول هذه الأمور كلها، وإلا كان علي أن أقول إنك كثيرة الصراخ في وجهي، ثم يذكر بعد ذلك الأسس الثلاثة للتأديب تقوم عملية التأديب على أسس ثلاثة لتصبح إيجابية.
[الأسس الثلاثة للتأديب]
أولاً: التنظيم. ثانيًا: التقليد أو القدوة. ثالثًا: البرمجة أو الإيحاء.