الحمد الله نحمده على نعماه ونصلي على عبده ورسوله محمد الذي اختاره واجتنباه وأحبه وارتضاه وعظمه وكرمه ورفعه على من سواه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه أما بعد،،،
فلم يحدثنا التاريخ الحضاري للإنسانية عبر أدواره وحقبه المتعاقبة، أن طفلاً كان أسعد من الطفل المسلم في ظل الحضارة الإسلامية تلك الحضارة التي جعلت من أولى أولوياتها رعاية الإنسان في مراحل عمره المختلفة، وبشكل خاص في طفولته إدراكًا منها لخطورة هذه المرحلة في تشكيل مستقبل الأمة؛ فالازدهار ورسم معالم الغد المشرق يبدأ من تربية ورعاية الطفولة وتنمية قدراتها واستثمار طاقاتها وفق خطة محددة المعالم لتوفير بيئة مناسبة يترعرع فيها الأطفال، بعيدًا عن الكبت والإحباط والضغوط النفسية والممارسات غير السوية.
[مقارنة بين كل الأطفال عند كل الأمم وعند أمة الإسلام]
لقد أشرقت الحضارة الإسلامية بأنوارها بعد ليل طويل حالك الظلمة كان الأطفال فيه سلعة رخيصة مهدورة الكرامة، مسلوبة الحقوق في ظل قيم وعادات وأعراف وتشريعات وقوانين ظالمة، منحت الأب أو الأخ الكبير حق التصرف بأطفال الأسرة في البيع أو الهبة لأحد المعابد، أو تقديمهم كرهائن للأعداء كما كان الحال عند الآشوريين والبابليين والرومان، أو دفنهم أحياء خوفًا من العال أو الفقر كما كان الحال عند بعض القبائل العربية، طبعا ليس كل القبائل العربية كانت تمارس الوأد، وإنما بعض القبائل العربية، أو تقديمهم قرابين للآلهة عند البعض الآخر.
[الأطفال عند المشركين]
طبعًا القرآن الكريم أشار إلى ظاهرة الوأد هذه في أكثر من موضع حيث قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (٣١)} (١).