للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالص في الحالة المرضية هذه يبقى شايف نفسه ليس أحد فهذا انحراف في تقدير الذات الذي هو النفخ الذاتي.

في الجهة الأخرى الذي يبقى المكتئب بيجي له ضعف تقدير لكن الثاني السوي يقدر نفسه ويضعها في موضعها اللائق وأيضًا في تعامله مع الآخرين لا بد إننا نجيب مثال الإمام مالك لما دخل على الخليفة حضر المجلس متأخرًا فمكانه الخاص به بجانب الخليفة شغل فأتى متأخرًا فوقف عند باب المكان هل الإمام مالك جلس على الباب فهو يعرف قدر نفسه فرفع صوته مخاطبًا الخليفة قال يا أمير المؤمنين أين يجلس شيخك مالك؟ قال هنا يا أبا عبد الله وأفتح له وأجلسه بجانبه هنا هذه دخلة تقدير الذات السوي تقدير الذات من طريقة سوية.

على أي الأحوال لا بد المربي نفسه يكون عنده شعور بتقدير ذاته لأن هذا سينتقل بالعدوى إلى ابنه فاحترام الإنسان لنفسه وإشعار الطفل بقيمة الأب أو المربي ينقل الاعتبار ينقل نفس هذا الشعور إلى ابنه لأن الوسائل التي تبني وتغذي الشعور بالاعتبار عند الطفل أن تمنحه الحرية لأن هذا في التربية كما ذكرنا في المرة السابقة إن الطفل ليس ملكًا لك الذي حكينا عليها بالتفصيل الأسبوع الذي فات وفيه ناس لم تتحمل الكلام وهذا شيء عادي لو قلت لكم إن لو واحد في الشارع رأيته يضرب ابنه ضربًا عنيفًا وتدخلت أنت رحمة بهذا الطفل وقلت له حرام عليك ما تكون التربية هكذا وارفق بهذا الطفل في الثقافة الخاصة بالمصريين الرد الطبيعي سيكون ابني وأنا حر فيه أو مَا لَكَ دعوة ابني وانا حر فيه يترجم عبارة ملكي هذا شيء أنا أملكه وأنا حر فيه في الحقيقة هذه النظرة خطيرة جدًا ابنك ليس ملكًا لك ليس عبدًا تشتريه بالفلوس ليس كرسيًا أو سيارة لكن الابن أمانة ائتمنك الله عليها لتقوم بتربيته تربية سوية وتهيئه لأن يواجه الحياة بطريقة ناضجة عملية ابني وأنا حر فيه؟ لا ابنك لكن لست حرًا فيه هذه أمانة وضعها الله في يدك «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ» (١) بالضبط هكذا من أجل أن نفهم الموضوع صح نلخصه في كلمتين:


(١) متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.

<<  <  ج: ص:  >  >>