نفوس مثل ما تؤثر النفس في النفس بالحسد مثلاً كذلك أيضًا تؤثر النفس بالشخص الذي تجالسه وما هو عليه.
فالأسرة السعيدة تنعكس السعادة على أبنائها، الأب الإيجابي هو من يدفن الرسائل الإيحائية غير المباشرة، أعطى له رسائل إيحاية لكن بطريقة غير مباشرة والتي تتأصل في شخصية الطفل وتنمو مع التربية والإيحاء المستمر، الإيحاء يعني زرع الطموح، وحب النجاح والقوة في اتخاذ القرار، وحرية الاختيار المنضبط، والدفاع عن النفس وعن القناعات الذاتية، ويعني الإيحاء كذلك إقناع الطفل وبث المعاني الجميلة، والصفات الإيجابية من خلال فن ممارسة الإيحاء الذكي.
يعني القصة التي رويت عن أق شمس الدين الشيخ أق شمس الدين وهو مؤدِّب ومربي السلطان العثماني محمد الفاتح - صلى الله عليه وسلم - فكان دائمًا بيغزو وهو صبي صغير عند الساحل عند البسفور ويشاور له على ان الطرف الآخر بتظهر مدينة القسطنطينية فيقول له أترى هذه الأسوار التي هناك هذه مدينة القسطنطينية.
وهذه المدينة قد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يعتقد صحة هذا الحديث الحديث قال فيها - صلى الله عليه وسلم -: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ»(١) بس إيحاء بطريقة غير مباشرة ما ما قال له أنت لأ هو ظل يفعل بعد ذلك حتى نشأ عند الطفل الأمل والطموح أن يكون هو الشخص الذي يفتح القسطنطينية.
فهنا يذكر أمثلة من الإيحاء الإيجابي، الطفل مثلاً يريد منك أدوات التلوين كي يلون أو يرسم، أو يحل مسألة حساب، يقول له تفضل يا ذكي، يا ذكي فهنا فيه إيحاء بتشجعه على مدحه بالذكاء، أو أحسنت يا شاطر، طبعا شاطر هذه عامية لأن الشاطر في اللغة العربية هو قاطع طريق، اللص مثلاً جايب لك أي حاجة هو عاملة، تقول له ما شاء الله يا مبدع، بتكلمه باللغة التي يفهمها، ليس شرط يكون الولد
(١) مسند أحمد من حديث بشر الخثعمي - رضي الله عنه -، وضعفه الألباني مقدمة.