للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتخيل ولا أعرف أنا شاعر كلمة عمر يقول له «جئت إلي تشكوا عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيئ إليك» في النفس منها شيء لأن أصلاً معندناش سند، فيه سند نحاول نتقبلها أولاً، هذه تحصل أمام الأب أيضًا هذه كناحية تربوية ما بيحصلش، المفروض لما بتيجي توبخ الأب ما تكلموش قدام الابن فتجرئه على العقوق، لكن عايزين ننمي النزعة النقدية ما دام الموضوع من حيث السند لم يثبت.

يقول وقد أثبت علم الوراثة بأن الطفل يكتسب صفات أبويه الخلقية والجسمية والعقلية منذ الولادة لذلك روي في الحديث «تَخَيَّرُوْا لِنُطَفِكُمْ فَإِنَّ النِّسَاءَ يَلِدْنَ أَشْبَاهَ إِخْوَانَهُنَّ وَأَخَوَاتَهُنَّ» (١) وفي رواية: «اطْلُبُوْا مَوَاضِعَ الأَكْفَاءِ لِنُطَفِكُمْ فَإِنَّ الرَّجُلَ رُبَّمَا أَشْبَهَ أَخْوَالَهُ» طبعًا هذا سبب حديث صحيح وذكرناه من قبل هكذا كان هذا الإجراء الوقائي لحقوق الطفل، يبدأ في حضانة الإسلام من اختيار الأم وهي لافتة حضارية سامية لم ينتبه لها العالم إلا في عصوره المتأخرة هذا أول حق من حقوق الأبناء اختيار الأم الصالحة.

ثانيًا: حق الحياة لقد كانت التشريعات والقوانين في العالم القديم كما تقدم تعطي للأب أو الأخ الأكبر الحق المطلق في منح أو منع حق الحياة للأبناء فجاء الإسلام ونزع حق تصرف الآباء لأولاده لأن الإسلام لا ينظر للطفل على إنه شيء أنت تملك كما تملك الكرسي والسيارة والدابة وكذا، لأ الطفل شيء أنت مؤتمن على تربيته، وتجتهد في تربيته، كي ينشأ بعد هكذا ليستقل منك ويواجه الحياة بصورة سوية، فجاء الإسلام ونزع حق تصرف الآباء بأولادهم.

واعتبر قتل الأبناء لأي سبب من الأسباب من الجرائم الكبرى والذنوب العظيمة يقول الله - سبحانه وتعالى - {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (٣١)} (٢) كما نصت الأحاديث النبوية الشريفة على أن من السبع الموبقات المهلكات ذكر فيها: [الشرك بالله ثم ذكر فيها أيضًا وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق]، نص الفقهاء على أن حق الحياة مكفول للطفل، وأنه يتمتع بحق


(١) رواه ابن عدي وقال الألباني: موضوع.
(٢) الإسراء: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>