للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومرة أخرى يهدد بالعقاب في الآخرة: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩)} (١).

أيضا يهدد أحيانا بالعقاب في الدنيا: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} (٢)، ويقول: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٦)} (٣) ويقول - عز وجل -: {وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٧٤)} (٤).

ثم أيضا يوقع العقاب، وهذه درجة أخرى أبعد من مجرد التهديد.

{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} (٥) و {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا} (٦).

هذا التنوع سواء من حيث أساليب التربوية، ثم من حيث أساليب الترغيب وتنوع أساليب الترهيب أيضا وتفاوت درجاتها، يفيد أن هذه عقوبات أو ترغيب أو ترهيب لأنواع مختلفة ومتفاوتة من الناس، ماذا يقول الشاعر؟

العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة

يعني: من الناس من تكفيه الإشارة البعيدة فيرتجف قلبه ويهتز وجدانه.

ويعدل عما هو مقدم عليه من انحراف، ومنهم من لا يردعه إلا الغضب الصريح.


(١) الفرقان: ٦٨ - ٦٩.
(٢) التوبة: ٣٩.
(٣) الفتح: ١٦.
(٤) التوبة: ٧٤.
(٥) النور: ٢.
(٦) المائدة: ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>