للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طبعا العقوبة أيضا حينما نذكر هذا في العقوبة، حذار أن يقفز إلى أذهاننا إن العقوبة تساوي الضرب، بالعكس العقوبة مراحل متعددة آخرها ما هو آخر الدواء، آخر الدواء الكي، فهي عقوبة اضطرارية في النهاية، آخر مرتبة يستعملها المربي.

يقول الأستاذ محمد قطب: وليست العقوبة أول خاطر يخطر على قلب المربي ولا أقرب سبيل، فالموعظة هي المقدمة، والدعوة إلى عمل الخير والصبر الطويل على انحراف النفوس لعلها تستجيب.

يقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤)} (١) وقال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (٢) هذا ليس فقط مع الكافر، وإنما مع أي أحد تدعوة بما في ذلك الأولاد.

يقول تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} (٣).

والموعظة وسائل مختلفة لا وسيلة واحدة، والقرآن مليء باللمسات الدقيقة اللطيفة الموحية المؤثرة التي تهز الوجدان وتؤثر فيه بكل وسائل التأثير.

ولكن الواقع المشهود يؤكد أن هناك أناس لا يصلح معهم ذلك كله أو يزدادون انحرافا كلما زيد لهم في الوعظ والإرشاد وليس من الحكمة أن نتجاهل وجود هؤلاء أو نتصنع الرقة الزائدة فنستنكر الشدة عليهم، إنهم مرضى، نعم. ومنحرفون، والعيادات السيكولوجية قد تصلحهم، ولا أحد يمنع عنهم العلاج النفسي أو أي نوع من أنواع العلاج.


(١) فصلت: ٣٣ - ٣٤.
(٢) النحل: ١٢٥.
(٣) المزمل: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>