للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما ذكرنا من قبل إن جميع الكائنات الحية تقريبا تبتعد عما يؤذيها حال شعورها به وتقبل على ما يلذها ويحقق لها استمرار الحياة أو جنسها.

وهذا هو المقصود بقوله تعالى: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (٥٠)} (١) فهذه أولى مراتب الهداية الأربع:

أول مراتب الهداية، الهداية العامة لجميع المخلوقات، هداية إلى ما يصلحها، والقصص في ذلك فيها من الأعاجيب الشيء الكثير جدا، أعاجيب الحشرات والحيوانات والوحوش وكل ما خلق الله من الكائنات حتى غير عاقلة، مثلا بعض الحشرات التي تغير لون جلدها بحيث يتوافق مع البيئة، ويسهل الاختباء عليها.

لو درستم سلوك الوحوش والحيوانات والطيور والنحل والنمل وكل هذه الأشياء، أنت لو حاولت تطارد صرصور يهرب أم يستسلم، لأن ليس عنده عقل؟

لا هو ليس عنده عقل لكن الله سبحانه وتعالى فطره على حب البقاء وحب التناسل، وبقاء هذا النسل، وفعلا هناك أشياء جميلة جدا ورائعة تشرح هذه الآية الكريمة، لكن ليس هذا هو أوان الكلام فيها.

فالله سبحانه وتعالى ميز الإنسان عن الحيوانات بقدرته على التعلم والاعتبار والتفكير لما بعد هذه الحياة.

هذا من خواص الإنسان.

وأيضا ميز الإنسان بأنه يعمل ويحضر للمستقبل ويميز بين النافع والدار ويختار بينهما سواء في العاجل او الآجل.


(١) طه: ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>