للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واعلمْ أنك في نحو: عَلِمت أَنَّك فاضل وعمرٌو؛ يجوز لك في "عمرو" الوجهان، وفي: بلغني أَنَّك فاضل وعمرٌو؛ لا يجوز لك أن يكون إلا من قبيل عطف المفردات؛ وإلا لزم كونُ الجملة فاعلةً، فتَدَبَّرْه.

هذا معنى كلامِ ابنِ عُصْفُورٍ بإيضاحٍ، والحمدُ لله الذي هدانا لهذا (١).

(خ ٢)

* {قَالَ وَمَنْ كَفَرَ} (٢): أي: وأرزقُ مَنْ كَفَرَ، أو: "مَنْ" مبتدأٌ حُذف خبره، أي: أرزقُه، فأمتِّعُه، أو: "فأمتِّعُه" الخبرُ، والفاءُ زائدةٌ على قول الأَخْفَشِ (٣)، لا جوابيةٌ؛ لأن التمتيع لا يُستَحَق بالكفرن (٤).

وعلى الأَوَّلَيْنِ فالعطفُ في "فأمتِّعُه" على المحذوف، ففي الآية حذفُ المتبوع، و"مَنْ" فيهما موصولة، أو موصوفة، ويجوز كونها شرطيةً، والفاءُ جوابٌ، وقيل: الجوابُ محذوف، أي: مَنْ كَفَرَ أرزقُ.

ع: كيف أجاز (٥) الشرطيةَ، ومَنَعَ تضمُّنَ معنى الشرط؟ كأنه توهَّم أن المعنى الذي ذكره لا يجب في الشرط، وهذا خطأٌ؛ لأنه إنما وجب في الموصول بالحمل على ما ذلك لازم فيه، وهو الشرط. انتهى.

ولا تكون "مَنْ" الشرطيةُ نصبًا؛ لأن أداة الشرط لا يعمل فيها جوابُها (٦).

* ع: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} (٧): لا جائزٌ كونُه من عطف المفردات؛


(١) الحاشية في: وجه الورقة الثالثة الملحقة بين ٢٣/ب و ٢٤/أ وظهرها.
(٢) البقرة ١٢٦، وتمامها: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
(٣) معاني القرآن ١/ ١٣١، ١٣٢.
(٤) كذا في المخطوطة، والصواب: بالكفران، أو لعله إسقاط للألف من الخط، كما يسقطها بعض النساخ في مثل: إبرهيم، وإسمعيل.
(٥) لعل مراده: العكبري، إذ ذكر هذه الأوجه كلَّها في التبيان في إعراب القرآن ١/ ١١٤.
(٦) الحاشية في: ١١٨.
(٧) الحشر ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>