للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولَ عَنْتَرةَ (١):

بِضَرْبٍ

مثلَه؟

وتمامُ الأول:

وَطَعْنٍ كَإِيزَاغِ المَخَاضِ الضَّوَارِبِ (٢)

وتمامُ الثاني:

وَيَنْقَعُ مِنْ هَامِ الرِّجَالِ بِمَشْرَبِ (٣)

والتذكير هو المعروف، وإنما المنكَر فسادُ المعنى، كيف يقول: لم ينله سيوفُنا؛ ثم يقول: بأسيافنا؟

فإن قيل: أراد: لم تنله، ثم نالته.

فهذا معنًى لا يشكُّ أحدٌ فيه؛ إذ من المعلوم أن ما نِيل اليومَ لم يكن أمسِ مَنِيلًا، ومَنْ قُتل اليومَ لم يكن أمسِ مقتولًا.

وهذا الشعر يقوله الفَرَزْدَقُ في قتل وَكِيعٍ (٤) قُتَيْبةَ (٥) بنَ مُسْلِمٍ، وقبلَ البيت:


(١) كذا في المخطوطة، والصواب ما في التنبيه واللآلي ومصادر البيت: طُفَيل الغَنَوي، ولعله وقع انتقال نظر، فبيت عنترة في التنبيه مذكور بين هذين البيتين، وهو قوله:
والهامُ يندُرُ في الصعيد كأنما ... تلقى السيوف به رؤوسَ الحنظل
(٢) بيت من الطويل. إيزاغ المخاض: نَفْحُ الناقة ودفعها بالبول مقطَّعًا إذا أرادها الفحل، شبَّه به خروج الدم من الجراحات، والضوارب: التي تضرب الفحل بأرجلها. ينظر: الديوان ٤٦، ولسان العرب (س ك ن) ١٣/ ٢١٤.
(٣) بيت من الطويل، وصدره كصدر بيت النابغة. ينقع: يذهب عطشه. ينظر: ديوان طُفيل ٤٧، والاختيارين ٤٠، ولسان العرب (س ك ن) ١٣/ ٢١٤.
(٤) هو ابن حسان بن قيس التميمي، ابن أبي سُود، سيد تميم بخراسان، كان فارسًا، خرج على واليها قتيبة بن مسلم، وقتله. ينظر: الاشتقاق ٢٣٠، والمؤتلف والمختلف للدارقطني ٣/ ١٢٩٨.
(٥) الباهلي، أبو حفص، أحد الأمراء الأبطال، ولي خراسان، وافتتح بها مدنًا كثيرة، اختَلف عليه أمراء جنده، فقُتل سنة ٩٦. ينظر: سير أعلام النبلاء ٤/ ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>