للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي تزداد بالوقف خفاءً، فأرادوا توفير المدِّ -كما يأتي (١) - لتوفير الحركة، ومِنْ ثَمَّ التُزمت في النُّدْبة.

وقد يُفهَم من كلام المصنِّف أنها لا تلحق الساكنَ، وكلُّ ذلك يَرُدُّه (٢).

* [«في المُدَامِ استُحْسِنا»]:

إِذَا مَا تَرَعْرَعَ فِينَا الغُلَامُ ... فَمَا إِنْ يُقَالُ لَهُ: مَنْ هُوَهْ؟ (٣) (٤)

* قولُه: «في المُدَام استُحْسِنا»: وعلَّةُ ذلك: أن الذي بناؤه دائمٌ لا يضاف، فلا تُوهِمُ هاءُ السكت فيه الإضافةَ، بخلاف المعرَبِ والمبنيِّ الذي عَرَض له البناءُ، وهو خمسة: اثنان عَرَض لهما البناءُ على الفتح، وهما نحو: خمسةَ عشرَ، و: لا رجلَ، واثنان عَرَض لهما البناءُ على الضم، نحو: يا زيدُ، و: {مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} (٥)، وواحد عَرَض له البناءُ على الكسر، وهو المضاف للياء، وليس مقصودًا هنا بالاحتراز؛ لأن الوقف على الياء لفظًا أو تقديرًا.

ويدلُّك على العلَّة المذكورة: أنهم وقفوا على نحو: هؤلاه، و: هاهُنَاه بالهاء؛ لتَبْيِين الألف، ولا يفعلون ذلك في نحو: حُبْلى، وأَعْلى؛ لئلا يلتبس بالمضاف إليه، وزاد س (٦) أن ألف المتمكِّن مقدَّرٌ فيها الإعرابُ، وهم لا يُدخلون هاء السكت على ما فيه حركةُ إعرابٍ.

واعلمْ أن مفهوم كلام المصنِّف أنها لا تُوصَل بساكنٍ مبنيٍّ، وهذا صحيح إن كان


(١) في الحاشية بعد التالية.
(٢) الحاشية في: ٣٨/أ.
(٣) بيت من المتقارب، لحسَّان بن ثابت رضي الله عنه. الشاهد: لحاق هاء السكت الضميرَ المبنيَّ "هو" استحساًنا؛ لأن بناءه مستدام لا عارض. ينظر: الديوان ١/ ٥٢٠، والحيوان ٦/ ٤٣٧، وجمهرة اللغة ١/ ٢٣٥، والمقصور والممدود للقالي ١٩٥، والمخصص ٤/ ٢٥١، وشرح جمل الزجاجي ٢/ ٤٣٦، والتذييل والتكميل ٩/ ٢٩، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٧٩.
(٤) الحاشية في: ٣٨/أ.
(٥) الروم ٤.
(٦) الكتاب ٤/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>