للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غيرَ ألف (١).

* مسألةٌ: قولُ الشاعر (٢):

يَا رُبَّ يَوْمٍ لِيَ لَا اضلله (٣)

أُرْمَضُ مِنْ تَحْتُ وَأُضْحَى مِنْ عَلُهْ (٤)

مُشْكِلٌ؛ لأن الهاء في: "مِنْ عَلُهْ" إما اسمٌ ضميرٌ، فيجب إعراب "عَلُ"؛ لذكر المضاف إليه، وإنما يُبنى إذا قُطع عن الإضافة، أو حرفٌ للسكت، فحركةُ الغايات مشبَّهةٌ بحركة الإعراب، فلا تلحقها الهاء.

والجوابُ: بأنها قسم ثالث غيرُهما، وذلك أنها بدل من الواو التي في: عُلْو، وهي إحدى لغاتها، كما أن الهاء في: يا هَنَاهُ، من قوله (٥):

وَقَدْ رَابَنِي قَوْلُهَا: يَا هَنَا ... اهُ وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ (٦)

بدل من واو: هَنُوك، هذا جوابُ أبي محمَّدٍ بنِ الخَشَّابِ (٧)، حكاه عنه ابنُ إِيَازَ (٨) رحمهما الله تعالى (٩).

وربما أعطي لفظ الوصل ما ... للوقف نثرا وفشا منتَظِما


(١) الحاشية في: وجه الورقة الثانية الملحقة بين ٣٧/ب و ٣٨/أ.
(٢) هو أبو ثَرْوان.
(٣) كذا في المخطوطة، والصواب: أُظَلَّلُهْ.
(٤) بيتان من مشطور الرجز. أُظَلَّله: أُظَلَّل فيه. ينظر: جمهرة اللغة ٣/ ١٣١٨، وشرح التسهيل ٢/ ٢٤٥، ومغني اللبيب ٢٠٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٦٢.
(٥) هو امرؤ القيس.
(٦) بيت من المتقارب. ينظر: الديوان ١٦٠، وغريب الحديث للحربي ١/ ٣٢٥، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري ٢/ ٢٠٧، وتهذيب اللغة ٦/ ٢٣١، والمحكم ٤/ ١٠٦، وأمالي ابن الشجري ٢/ ٣٣٨، واللباب ٢/ ١٠٦، والمقاصد النحوية ٤/ ١٧٤٠.
(٧) قاله في شرح العَوْني، كما عند ابن إياز، ولم أقف على ما يفيد بوجوده.
(٨) شرح التعريف بضروري التصريف ٨٦، ٨٧.
(٩) الحاشية في: ظهر الورقة الثانية الملحقة بين ٣٧/ب و ٣٨/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>