للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَا لِيَ فِي صُدُورِهِمْ مِنْ مَوْدِدَهْ (١)

ومنه في الأفعال؛ للضرورة: قولُ قَعْنَبِ بنِ أُمِّ صَاحِبٍ:

مَهْلًا أَعَاذِلَ قَدْ جَرَّبْتُ (٢) مِنْ خُلُقِي ... أَنِّي أَجُودُ لِأَقْوَامٍ وَإِنْ ضَنِنُوا (٣)

أي: بَخِلوا (٤) (٥).

* في "الدُّرَّة" (٦): ويقولون: سارَرَ فُلانٌ فلانًا، وقاصَصَه، وحاجَجَه، وشاقَقَه، فيُبْرِزون التضعيف، كما يظهرونه في مصادر هذه الأفعال، فيقولون: المُسَارَرة، والمُشَاقَقة، ونحوه، فيَغْلَطون في جميع ذلك؛ لأن العرب لم تستعمل جميعَ ذلك إلا بالإدغام، ولا يفرِّقون بين الماضي وغيرِه، فيقولون: هو يُسَارُّ مُسَارَّةً، ويُحَاجُّ مُحَاجَّةً، كلُّ ذلك للتخفيف؛ ولأن (٧) فكَّ الإدغام فيه بمنزلة اللفظ المكرَّر، والحديثِ المُعَاد، وقال الله تعالى: {يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ} (٨)، فلم يفرّق في الآية بين الماضي والمضارع، ويقولون: تَصَامَّ عن الأمر، أي: أَرَى أنه أَصَمُّ (٩)، وتَصَافَّ المصلُّون، وتراصُّوا، أي: تلاصَقُوا.

ثم قال: إلا أن يتصل بالفعل ضمير مرفوع.


(١) بيتان من مشطور الرجز. ينظر: الزاهر ١/ ٨٩، وشرح القصائد السبع ١٧٠، وتهذيب اللغة ١٤/ ١٦٥، والمحكم ٩/ ٣٦٩، وضرائر الشعر ٢١، وارتشاف الضرب ٥/ ٢٣٧٩.
(٢) كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب ما في مصادر البيت: جَرَّبْتِ.
(٣) بيت من البسيط. ينظر: الكتاب ١/ ٢٩، ٣/ ٥٣٥، والمقتضب ١/ ١٤٢، والأصول ٣/ ٤٤١، والعسكريات ١٢٤، والخصائص ١/ ١٦١، والمحكم ٢/ ٥٥٥، واللباب ٢/ ٢٠٠، وشرح جمل الزجاجي ٢/ ٥٦٣.
(٤) ينظر: جمهرة اللغة ١/ ١٤٨، والمقاييس ٣/ ٣٥٧.
(٥) الحاشية في: ٤٢/ب.
(٦) دُرَّة الغوَّاص ١٠١، ١٠٢.
(٧) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٨) المجادلة ٢٢.
(٩) ينظر: المحكم ٨/ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>