للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك: ما في يسار الورقة ١٠/أ في باب "ظنَّ" وأخواتها: «ليس من التعليق: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، إنما التعليقُ: أن يُوقَع بعد الفعل ما يسدُّ مسدَّ المفعولين جميعًا، ولا فرق بين أن تجيء بعد مضيِّ أحد المعمولين جملةٌ باستفهامٍ أو بغيره ... » (١)، ولم تربط الحاشية ببيت، فظهر لي أنها متعلقةبالبيت ٢١٣:

وإِنْ ولَا لَامُ ابتداءٍ أو قَسَمْ ... كذا والاستفهامُ ذَا له انْحَتم

ويزداد الأمر غموضًا إذا كتبت الحاشية في غير الباب الذي تتعلق به، ومن ذلك ما في غلاف المخطوطة: «العِلمُ والظنُّ إنما متعلَّقُهما النِّسَب، والمعرفةُ إنما متعلَّقُها الذات، تقول: علمت زيدًا قائمًا، و: عرفت زيدًا، أي: عرفت شخصَه بعد أن لم أكنْ أعرفُه، فهذا فرقُ ما بينَهما، ولهذا كان "عَلِمَ" متعديًا إلى اثنين، و"عَرَفَ" إلى واحد، ولهذا أيضًا إذا كان العِلمُ بمعنى العِرْفان لم يتعدَّ إلا إلى واحد» (٢)، فظهر لي أن هذه الحاشية تتعلق بالبيت ٢١٤ في باب "ظنَّ" وأخواتها:

لِعلمِ عِرْفانٍ وظنِّ تُهَمَهْ ... تعدِيَةٌ لواحِدٍ ملتزَمَه

٣ - قد يفرق الحاشية الواحدة في مكانين متباعدين من الورقة مع الربط بين جزأيها: إمابمدِّ إحدى الكلمات بين الجزأين، ومنه التعليق على البيت ٤٢١ في باب المضاف إلى ياء المتكلم:

أو يَكُ كابنَيْنِ وَزَيْدِيْنَ فَذِي ... جَمِيعُهَا اليا بَعْدُ فتحُها احتُذِي

إذ كتب تحت البيت: «لأنك لو أَسْكنت كما تفعل في نحو: غلامِي؛ لجمعت بين ساكنين على غير وجههما»، ثم كتب بعدها: «فأما» ممدودةً إلى أسفل الورقة، واستأنف الحاشية بقوله: «مَنْ قرأ: {مَحْيَايْ} بالإسكان؛ فوجهُه: أنه اعتمد على ما في الألف من المد القائم مَقامَ الحركة، وأما نحو: قاضِيَّ؛ فلا يجوز فيه هذا بوجهٍ؛ لأن الساكن الأول ياءٌ، وهي لا مدَّ لها كمدِّ الألف، كيف وهي مدغمةٌ؟» (٣).


(١) المخطوطة الأولى ١٠/أ.
(٢) المخطوطة الأولى ١/أ.
(٣) المخطوطة الأولى ١٨/ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>