للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكونه بدون أن بعد عسى ... نزرٌ وكاد الأمر فيه عكسا

(خ ١)

* [«و"كاد" الأمرُ فيه عُكِسَا»]: الحَرِيرِيُّ في "الدُّرَّة" (١): لأنها وُضعت لمقاربة الفعل، ولهذا قالوا: كاد النعام يطير (٢)، و"أَنْ" وُضعت للدلالة على وقوع الفعل في المستقبل، فهي منافية لـ"كاد" الدالةِ على الاقتراب، وأما "عسى" فللتوقُّع الذي وَضْعُ "أَنْ" عليه، فمجيئُها بعدها تأكيدٌ لمعناها.

قال: وفي أمثالهم (٣): كاد العروس يكون مَلِكًا، و: كاد المنتعل يكون راكبًا، و: كاد الحريص يكون عبدًا، و: كاد الفقر يكون كفرًا، و: كاد البيان يكون سحرًا، و: كاد النعام يكون طيرًا، و: البخيلُ كلبًا، و: سيِّئُ الخلق سَبُعًا (٤).

(خ ٢)

* [«وكونُه بدون "أَنْ"»]: أي: كون المضارع الواقعِ خبرًا.

واختار هو (٥) وابنُه (٦) أنها إنما تكون نواسخَ إذا كانت بدون "أَنْ"، وأنها في غير ذلك فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ منسوخٌ أو مقيَّدٌ، ونقلاه عن س (٧).

وجوَّز ابنه (٨) كونَها حينئذٍ ناسخةً، وصحَّ الإخبار على المبالغة.

وقال ابنُ خَرُوفٍ: لا يجوز أن يكون خبرًا، إذ لا يقال: عسى زيد القيام، ولا


(١) درة الغواص ١٠٧، ١٠٨.
(٢) ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٦٧، والمقتضب ٣/ ٧٤، والأمثال لأبي الخير الهاشمي ٢٠٢، ومجمع الأمثال ٢/ ١٦٢.
(٣) ينظر: الأمثال لأبي الخير الهاشمي ٢٠٢، والمستقصى ٢/ ٢٠٣.
(٤) الحاشية في: ٨/أ.
(٥) شرح التسهيل ١/ ٣٩٤.
(٦) شرح الألفية ١١٢.
(٧) الكتاب ٣/ ١٥٧، ١٥٨.
(٨) شرح الألفية ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>