للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واقتضى ظاهرُ هذا أن الكوفيين يُجيزون ذلك، وليُنْظَرْ في ما كَتَبْناه في باب "إِنَّ" (١)، وفي قول الشاعر (٢):

رَجْلَانِ مِنْ مَكَّةَ أَخْبَرَانَا

إِنَّا لَقِينَا رَجُلًا عُرْيَانَا (٣)

فكسرا (٤)؛ لَمَّا كان معنى: أَخْبرانا: قالا لنا (٥).

* وقولُه: «أو حَلَّتْ مَحَلّ حالٍ»: كان ينبغي أن يجوِّزوا فيه الفتحَ أيضًا؛ لأن موضع الحال يكون فيه المصدرُ، كما تكون فيه الجملة، ومجيئُه مصدرًا وجملةً خارجٌ عن الأصل، فكما جاز اعتبارُ أحدهما فليَجُز اعتبارُ الآخر، وإن كان مجيئه جملةً أقوى من مجيئه مصدرًا (٦).

(خ ٢)

* [«أو حُكِيَتْ بالقول»]: يعني: أو كانت حكايةً لقولٍ في حال مصاحبتِها القولَ، ورأى (٧) أن الأصل: أو حُكِي بها بالقول، فحُذف الجار الأولُ، فارتفع الضميرُ، واتصل بالفعل؛ لأن "إِنَّ" محا (٨) بها [قول] (٩) مسموع، لا أنها هي محكيةٌ بكلام آخرَ.


(١) يريد: الحاشية السابقة والتي قبلها، ونصَّ على اسم الباب؛ لأنه كتب هذه الحاشية في ١/أ، والبيت المعلَّق عليه في ٨/ب.
(٢) لم أقف على تسميته.
(٣) بيتان من مشطور الرجز. روي ثانيهما: «أَنَّا» بالفتح، ولا شاهد فيه. ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣٥٦، والفاخر ٨٦، والأضداد لابن الأنباري ٤١٤، والبارع ٦٢٢، والمحتسب ١/ ١٠٩، ٢٥٠، والخصائص ٢/ ٣٤٠، ومغني اللبيب ٥٣٩، وشرح أبياته ٦/ ٢٥٨.
(٤) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: فكسر.
(٥) الحاشية في: ١/أ.
(٦) الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين ٨/ب و ٩/أ.
(٧) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: وأرى.
(٨) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: يُحكَى.
(٩) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ياسين، والسياق يقتضيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>