للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* [«لعِلْمِ عِرْفَانٍ»]: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا} (١)، {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} (٢)، {بِمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ} (٣) (٤).

* ع: العِلمُ والظنُّ إنما متعلَّقُهما النِّسَب، والمعرفةُ إنما متعلَّقُها الذات، تقول: علمت زيدًا قائمًا، و: عرفت زيدًا، أي: عرفت شخصَه بعد أن لم أكنْ أعرفُه، فهذا فرقُ ما بينَهما، ولهذا كان "عَلِمَ" متعديًا إلى اثنين، و"عَرَفَ" إلى واحد، ولهذا أيضًا إذا كان العِلمُ بمعنى العِرْفان لم يتعدَّ إلا إلى واحد (٥).

ولرأَى الرُّؤيَا انمِ ما لِعَلما ... طالبَ مفعولين من قبل انتما (٦)

(خ ١)

* «"رَأَى" الرؤيا»: "رأى" الحُلْميةُ.

ولحَّن الحَرِيريُّ (٧) الناسَ في قولهم: سُرِرْتُ برُؤياك، وصوابُه: برُؤيتك، وأبا الطَّيِّب في قوله لبَدْرِ (٨) بنِ عَمَّارٍ -وقد سامره ليلةً إلى قِطْعٍ من الليل-:

مَضَى اللَيْلُ وَالفَضْلُ الَّذِي لَكَ لَا يَمْضِي ... وَرُؤْيَاكَ أَحْلَى فِي العُيُونِ مِنَ الغَمْضِ (٩)

وكان صوابُه: ورُؤيتك؛ لأن "الرؤيا" للمنام، قال تعالى: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ} (١٠).


(١) البقرة ٦٥.
(٢) البقرة ٢٢٠.
(٣) آل عمران ٧٩، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو. ينظر: السبعة ٢١٣.
(٤) الحاشية في: ١٠/أ.
(٥) الحاشية في: ١/أ.
(٦) كذا في المخطوطة، والوجه: انتمى.
(٧) درة الغوَّاص ١١٦، ١١٧.
(٨) هو ابن عمار بن إسماعيل الأسدي الطبرستاني، أبو الحسين، أحد ولاة طبرية. ينظر: ديوان المتنبي ١٢٣، وتكملة تاريخ الطبري للهمذاني (ذيول تاريخ الطبري ١١/ ٣٢٢).
(٩) بيت من الطويل. ينظر: الديوان ١٤٤، والفسر ٣/ ٣١٣، وشرح الواحدي ٢٤١.
(١٠) يوسف ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>