للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيضًا يقول بتعدُّده في مثل ذلك، وتَبِعُه ابنُ (١) طاهرٍ، وأبو (٢) القَاسِمِ شيخُنا (٣)، وقال أبو الحَسَنِ (٤) ومَنْ تَبِعَه: كَلَّا.

وحجةُ الأَوَّلِينَ: قولُ س (٥) في: سِيرَ عليه يومُ الجمعة غدوةَ، بنصب "غدوةَ"، وقال ... (٦) / سِيرَ عليه يوم الجمعة صباحًا، أي: سِيرَ عليه يوم الجمعة في هذه الساعة، فقال السِّيرَافيُّ في الظرف هنا ما قال في المصدر، وهو عندي محتمِل؛ لأنه قال: وإنما معناه: أنه في هذه الساعة وقع ذلك، فيمكن أن يكون تفسيرًا أو تقديرَ عاملٍ، كما يزعم أبو الحَسَنِ.

ع: هذا بحثُ الخَضْراويِّ (٧)، والقياس عندي أن يمتنع في الظرف دون المصدر؛ لأن العامل يَصِلُ إلى الظرف على معنى "في"، ولا يَصِل عاملٌ إلى شيئين بحرفٍ متحدٍ، فكذلك على معنى حرفٍ متحدٍ مرتين، فلا بدَّ من العطف، أو يكون بدلًا، وكذلك أقول في المفعول له، وقد يُؤخَذ من نصِّ المصنف (٨) على تعدُّد الحالِ والخبرِ أن تعدُّدَ المصدر والظرفِ ممتنعٌ، وأما المفعول معه فسماعيٌّ، أو يقال: لا يكون إلا مع واسطةٍ مصرَّحٍ بها، وما شأنه كذلك لا يتعدَّد إجماعًا.


(١) هو محمد بن أحمد الأنصاري الإشبيلي، أبو بكر، المعروف بالخِدَبّ، أي: الطويل، نحوي مشهور، له عناية بكتاب سيبويه، أخذ عن ابن الرماك وابن الأخضر، وأخذ عنه ابن خروف، له طرر على الكتاب، وتعليق على الإيضاح، توفي سنة ٥٨٠، وقيل غير ذلك. ينظر: إنباه الرواة ٤/ ١٩٤، والبلغة ٢٥٣، وبغية الوعاة ١/ ٢٨.
(٢) هو عبدالرحمن بن علي بن يحيى بن القاسم، الخضراوي، من أهل الجزيرة الخضراء بالأندلس، عالم بالقرآن والعربية، أخذ عن ابن ملكون، توفي سنة ٦٠٨. ينظر: بغية الوعاة ٢/ ٨٤.
(٣) القائل هو ابن هشام الخضراوي. ينظر: ارتشاف الضرب ٣/ ١٣٥٩.
(٤) ينظر: ارتشاف الضرب ٣/ ١٣٥٩.
(٥) الكتاب ١/ ٢٢٣.
(٦) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(٧) لم أقف على كلامه.
(٨) الألفية ٨٩ (البيت ١٤٢)، ١١٣ (البيت ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>