للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بها العينُ، فتُجمَع، كقوله (١):

المُطْعِمُونَ الطَّعَامَ فِي السَّنَةِ الْـ ... أَزْمَةِ (٢) وَالفَاعِلُونَ لِلزَّكَوَاتِ (٣)

ويراد بها التوكيدُ، فلا تُجمَع، كالآية، والتقديرُ: هم لأداء الزكاة، والمصادرُ لا تُجمَع.

قال أبو حَيَّانَ (٤): قد جاء منها مجموعًا، كالعُلُوم والحُلُوم والأشغال، وأما إذا اختلفت فالأكثرون على جواز الجمع، وهنا اختلفت بحَسَب ما أُخرِجَت عنه، فيجوز هنا الجمعُ (٥).

وحذفُ عامل المُؤكِدِ امتنع ... وفي سواه لدليل مُتَّسَع

(خ ١)

* قال الزَّمَخْشَريُّ (٦) في: {صُنْعَ اللَّهِ} (٧): إنه مصدر مؤكِّد، وإن مُؤَكَّدَه محذوف، وهو الناصب لـ"يومَ يُنفَخُ"، كأنه: يومَ يُنفَخُ يُثيبُ الله المحسنين، ويعاقب المجرمين، ثم قال: صُنْعَ الله. انتهى.

والظاهرُ أنه مؤكِّد لقوله: {فَصَعِقَ (٨) مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ} (٩)، {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ


(١) هو أمية بن أبي الصلت.
(٢) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٣) بيت من المنسرح. السَّنَة الأَزْمة: الشديدة، كما في القاموس المحيط (أ ز م) ٢/ ١٤١٩. ينظر: الديوان ٣٠، والتفسير البسيط ١٥/ ٥٢٣، والكشاف ٣/ ١٧٦، والبحر المحيط ٧/ ٥٤٧.
(٤) البحر المحيط ٧/ ٥٤٨.
(٥) الحاشية في: ١٣/ب.
(٦) الكشاف ٣/ ٣٨٧.
(٧) النمل ٨٨، وتمامها: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}، وقبلها: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}.
(٨) كذا في المخطوطة، وكأنها معدَّلة من: {فَفَزِعَ}، وهو الذي في الآية المستشهد بها.
(٩) النمل ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>