للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جيء به على حذف الزوائد، مثل: قَيْد الأوابد، فلما تغيَّر عن صيغته الأولى سميناه اسمًا، ولم ينثن (١) ولم يُجمع؛ اعتبارًا بالمصدرية أو الجنسية، ومثالُ إفراده وهو للجميع قولُه (٢):

أَعَاذِلَ هَلْ يَأْتِي القِبَائِلَ مِثْلَنَا ... مِنَ المَوْتِ أَوْ أُخْلِي (٣) لَنَا المَوْتُ وَحْدَنَا؟ (٤)

وأجاز الكوفيون تثنيتَه وجمعَه، فقالوا: وَحْدَيْنا (٥)، و: وُحُودَنا (٦)، قال ابنُ الخَشَّابِ (٧): ليس ذلك بمسموعٍ ولا مقيسٍ على كلامٍ فصيحٍ.

مسألةٌ: مررت بزيدٍ وَحْدَه: قال المُبَرِّدُ (٨): يجوز أن يكون حالًا من الفاعل والمفعول، وأَبَى الزَّجَّاجُ (٩) إلا أن يكون حالًا من الفاعل فقط؛ لأنه عنده مصدرٌ أو كالمصدر، والمصادرُ تجيء في موضع الحال من الفاعل.

قال ابنُ الخَشَّابِ (١٠): وما قاله المُبَرِّدُ يمكن أن يُحمل عليه في بعض الأحوال؛ لاحتماله، وتمثيلُ س (١١) بـ: مررت برجلٍ وَحْدَه؛ يدلُّ على أنه حال من الفاعل؛ لقلَّة


(١) في المخطوطة مهملة، ولعل الصواب: يُثَنَّ.
(٢) هو معن بن أوس المزني.
(٣) كذا في المخطوطة مضبوطًا، ولعل الصواب ما في مصادر البيت: أَخْلَى.
(٤) بيت من الطويل. أخلى: فَرَغَ، وهو بمعنى: خلا في لغة طيئ. ينظر: الديوان ٢٣، وتهذيب اللغة ٧/ ٢٣٥، والمحكم ٥/ ٢٩٧، والمخصص ٣/ ٣٠٥، وشرح التسهيل ٣/ ٢٤٠.
(٥) حكاها أبو زيد. ينظر: المحكم ٣/ ٤٩٠، والمخصص ٥/ ١٩٤.
(٦) لم أقف على من حكاها، سوى أن ابن مكي الصقلي عدَّها في تثقيف اللسان وتلقيح الجنان ١٥٦ من لحن العامة.
(٧) لم أقف على كلامه.
(٨) المقتضب ٣/ ٢٣٩، وينظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي ٥/ ١٥٤، والتذييل والتكميل ٩/ ٣٦.
(٩) ينظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي ٥/ ١٥٥.
(١٠) لم أقف على كلامه.
(١١) الكتاب ١/ ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>