للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قولُه: «وتُدْغَمُ اليا فيه والواوُ»: إما أن يقصد مطلقَ الياءِ والواوِ، أو يقصدُهما فيما ذَكَر، والأول ممتنع؛ لأن نحو: ظَبْي لا يجوز فيه الإدغام، وكذا: غَزْو، والمرادُ الثاني، فقولُه بعدُ: «وإِنْ ما قبلَ واوٍ» أتى بالشرط؛ احترازًا من جمع المقصور، كـ: المصطفَوْن، والأعلَوْن؛ لأنك تقول: مصطفَيَّ، وأعلَيَّ، فلا تكسر (١).

* وقولُه: «يَهنْ»: إن ضُمَّت الهاء تغيَّرت القوافي (٢)، وإن كُسِرت كان معناه: يضعُف، وهو فاسد؛ لأنه واجبٌ لا ضعيفٌ (٣).

وأَلِفًا سَلِّمْ وفي المقْصُورِ عن ... هُذَيْلٍ انقِلابُهَا ياءً حَسَنْ

(خ ١)

* قال أبو عَلِيٍّ (٤): هذا موضعٌ ينكسر فيه الصحيحُ، والألفُ لا يمكن فيها ذلك، فقَلَبَها هُذَيلٌ (٥) حرفًا ينكسر، كما قالوا: مررت بالزيدَيْن، فقلبوا الألف ياءً؛ لَمَّا لم يتمكَّنوا من كسر الألف.

وأنشد في "الحُجَّة" (٦):

فَأَبْلُونِي بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي ... أُصَالِحُكُمْ وَأَسْتَدْرِجْ نَوَيَّا (٧)


(١) الحاشية في: وجه الورقة الثالثة الملحقة بين ١٨/ب و ١٩/أ.
(٢) وذلك بدخول عيب سِنَاد التوجيه، وهو أن يكون قبل حرف الروي المقيدِ فتحةٌ مع ضمةٍ أو كسرةٍ، هذا رأي الخليل، وأجازه الأخفش، فإن كانت الضمة مع كسرة لم يكن سنادًا عندهما، وعليه فلا عيب في البيت على الضم هنا. ينظر: القوافي للأخفش ٣٧، والموشح ٧، ٨، والوافي في العروض والقوافي ٢٢١.
(٣) الحاشية في: وجه الورقة الثالثة الملحقة بين ١٨/ب و ١٩/أ.
(٤) نقله عنه ابن جني في المحتسب ١/ ٧٦.
(٥) ينظر: لغات القرآن للفراء ٢٢، ومعاني القرآن له ٢/ ٣٩.
(٦) ٢/ ٤٠١، ٤/ ١١٠، ٤٤٨، ٦/ ٢٩٣.
(٧) بيت من الوافر، لأبي دُؤَاد الإيادي. أستدرج: أعود أدراجي، ونَوَيَّ: نيَّتي. ينظر: الديوان ٣٥٠، ومعاني القرآن للفراء ١/ ٨٨، ٣/ ١٦٨، وشرح النقائض ٢/ ٥٧٥، والزاهر ١/ ٢٨٨، والخصائص ١/ ١٧٧، وأمالي ابن الشجري ١/ ٤٢٨، ومغني اللبيب ٥٥٣، وشرح أبياته ٦/ ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>