للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُتَقَابِلِينَ} (١).

ومثالُ الأول في النعت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي} الآيةَ (٢)، ومثالُ الثاني: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} الآيةَ (٣).

فإذا تعدَّدت النعوت؛ فتارةً لا يكون معلومًا إلا بمجموعها، وتارةً يكون معلومًا بدونها (٤)، وتارةً يكون معلومًا بالبعض دون البعض، فالأول يجب فيه إتباع الجميع، والثاني يجوز فيه إتباع الجميع وقطعُ الجميع وإتباعُ بعضٍ وقطعُ بعضٍ، والثاني (٥) يجب فيه إتباع ما تتوقَّف معرفتُه عليه، ويجوز فيما عداه الأوجهُ الثلاثةُ.

قال ابنُه (٦) ما معناه: تقول: مررت بزيدٍ الفاضلِ الشاعرِ الكاتبِ، فيجوز فيه الأوجهُ الثلاثةُ، ولك أن تجمع في القطع بين الرفع والنصب، وتقول: مررت برجلٍ فاضلٍ شاعر كاتب، فيجب إتباع الأول؛ لأن النكرة غيرُ غَنِيةٍ عن التخصيص، ويجوز فيما عداه الأوجهُ الثلاثةُ، قال (٧):


(١) الحجر ٤٧.
(٢) الأعلى ١ - ٤، وتمام الأخيرة: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى}.
(٣) القلم ١٠، وبعدها: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}.
(٤) قوله: «وتارةً يكون معلومًا بدونها» مكرر في المخطوطة.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب: والثالث.
(٦) شرح الألفية ٣٥٥.
(٧) هو أمية بن أبي عائذ الهُذلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>