للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو محمد ابنُ قتيبةَ (١): وهذه الأشياء -علي اختلافها- متقاربة، وإنما اختلفت لأنَّ مَنْ نَقَلَهَا عن المسيح ﷺ في الإنجيل من الحوارِيِّيْنَ عِدَّةٌ. "والفارقليط" -بلغتهم-: لفظ من ألفاظ الحمد؛ إمَّا أحمد، أو محمد (٢)، أو محمود، أو حامد، أو نحو ذلك. وهو في الإنجيل الحبشي "بن نعطيس" (٣).

وفي موضع آخر: "إنْ كنتم تُحبُّوني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب أن يُعْطِيَكم فارقليطًا آخر، يثبت معكم إلي الأبد، ويتكلَّم بروح الحقِّ الذي لم يُطِقِ العالَمُ أن يقبلوه؛ لأنهم لم يعرفوه. ولستُ أدَعُكُم أيْتَامًا، إني سآتيكم عن قريب" (٤).

وفي موضع آخر: "ومَنْ يُحِبُّني يحفظُ كلمتي وأَبي يُحِبُّه، وإليه يأتي وعنده يتخذ المنزل، كلَّمْتكم بهذا لأني لست عندكم مقيمًا، والفارقليط روح الحق الذي يرسله أبي هو يعلِّمكم كلَّ شيء، وهو يذكركم كلما قلت لكم، استودعتكم سلامي، لا تقلقْ قلوبُكم ولا تَجْزَعْ، فإني منطلقٌ وعائد إليكم، لو كنتم تحبوني كنتم تفرحون بمعني الأب، فإنْ ثبتَ كلامي فيكم كان لكم كلُّ ما تريدون" (٥).

وفي موضع آخر: "إذا جاء الفارقليط الذي أبي أرسله، روح الحق الذي مِنْ أبي يشهد لي، قلت لكم حتي إذا كان تؤمنوا ولا


(١) انظر: "أعلام رسول الله" لابن قتيبة الموضع السابق.
(٢) ساقط من "غ".
(٣) في "غ، ص": "برنعطيس".
(٤) إنجيل يوحنا: (١٤/ ١٥ - ١٨).
(٥) إنجيل يوحنا: (١٦/ ٢٠ - ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>