قيل لمالك: أكان عمر - رضي الله تعالى عنه - يخرج إلى الحوائط يخفف عمن أثقل من الرقيق في عمله، ويزيد في رزق من أقل رزقه، قال: نعم، وفي من يعمل من الأحرار ما لا يطيق، وقيل إن الولاة يأمرون أن يخفف عما مر به من بعير أو بغل مثقّل، قال: قد أصابوا، وأكره ما أحدثوا من إجهاد العبيد في عمل الزرانيق، قيل له: فمن له عبيد يحصدون نهارا، أيستطحنهم ليلا؟ قال: أما العمل الذي لا يتعبهم بالمعروف فلا بأس به، وإذا كان في عمل تعب بالنهار، فلا يستطحن باليل، قيل: أكره أحد بالمدينة أن يقول لسيده: يا سيدي، قال: لا، قال الله سبحانه وتعالى:(وألفيا سيدها لدا الباب) وقال الله عز وجل: (وسيدا وحصورا) قيل: يقولون السيد هو الله سبحانه وتعالى، قال: أين هو في كتاب الله سبحانه وتعالى، وإنما في القرآن ربنا ربنا رب اغفر لي ولوالدي، قيل: هل يكره أن يدعو بيا سيدي؟ قال: بما في القرآن الكريم أحب إلي ودعاء الأنبياء، قال مالك - رحمه الله تعالى -: ولا بأس بسرعة السير في الحج على الدابة، وأكره المهاميز، ولا يصلح الفساد، وإذا أكثر من ذلك خرقها، وقد مر بالنبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - حمار قد كوي في وجهه فعاب ذلك، وسئل مالك - رحمه الله تعالى - بعد ذلك وقيل له: ينخسها حتى يدميها؟ قال: لا بأس بذلك، قيل: أفيأكل من طعام لا يأكل منه عياله ورقيقه؟ ويلبس ثيابا لا يكسوهم مثلها؟ قال: أراه من ذلك في سعة، ولكن يكسوهم ويطعمهم، قيل: فحديث أبي الدرداء - رضي الله تعالى عنه -؟ قال: كانوا يومئذ ليس لهم هذا القوت، قال مالك - رحمه الله تعالى -: وأكره أن يسأل الرجل عما أدخله منزله من الطعام.